يتميز معرض الفنان التشكيلي عبد العزيز أوشتو المنظم حاليا برواق النادرة بالرباط باعتماده ألوانا حارة تزاوج بين سيادة اللون الأخضر والبرتقالي والأحمر والأزرق والبني الغامق والفاتح، مما أكسب اللوحات جمالية متفردة، مع ظهور وجوه أو أجساد إنسانية تتحدث لغة القهر تحت وطأة الزمن. وفضلا عن لوحات تجريدية تسائل الفكر والمخيلة، يضم معرض أوشتو لوحات تشخيصية، تتميز بسيادة تيمة البادية والتقاط مشاهد لنساء وأطفال في أحوال مختلفة، فضلا عن الاحتفاء بالمعمار والمجوهرات الأمازيغية. وعن سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء حول دلالة توظيف الألوان الحارة، يقول الفنان عبد العزيز أوشتو «الحياة ذاتها حارة، بفرحها وألمها، وهذا سر اختياري لهذه الألوان»، مشيرا إلى أنه بدأ مساره التشكيلي بأعمال تشخيصية، غير أنه توقف عن ذلك، وبدأ طريق التجريد المفتوح على المغامرة. ويحفل المعرض الذي يتواصل الى غاية 25 ماي الجاري، بإيحاءات أمازيغية تعكس وفاء الفنان لأصوله وخلفياته الثقافية المحلية. رسائل عديدة تبطنها لوحات أوشتو. يوضح هذا الأخير أن «أعمالي صرخة ضد العنف والظلم كيفما كان، خاصة العنف الممارس على المرأة ومعاناة سكان البادية في معيشهم القاسي». وكتب الناقد الفني رشيد أزروال في دليل المعرض، أن لوحات الفنان عبد العزيز أوشتو تعكس تحولات الكائن الإنساني من الفرح إلى الحزن، يرمز لها بألوان العتمة والظلال السوداء تارة أخرى، ألوان تحتفي بمباهج الحياة وأخرى تخترقها حالات مزاجية كئيبة مثل وجه ميت يؤكد أن الموت نهاية الحياة الدنيوية. ولد الفنان التشكيلي العصامي عبد العزيز أوشتو في تانانت بإقليم أزيلال عام 1947، وقضى عشر سنوات موظفا بوزارة الأشغال العمومية قبل أن يشتغل بسفارة المغرب في إسبانيا من 1993 إلى 1997 حيث بدأ يخالط ورشات الفنانين الإسبان. وقد نظم أوشتو عددا من المعارض، كان أهمها معرض فردي بمراكش سنة 1984 ومعرض جماعي بتانانت بإقليم أزيلال سنة 2009 بمناسبة مهرجان تنانت.