يجمع معرض «حال وألوان», الذي افتتح أبوابه مؤخرا، والذي ينظم بمبادرة من مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين, ثلة من الفنانين المغاربة المرموقين. ويضم هذا المعرض, الذي سيستمر إلى غاية 23 أكتوبر المقبل والمقام برحاب المؤسسة في إطار تظاهرة « ليلة الأروقة», أعمالا تتجسد في شكل لوحة تركيبية حافلة بالألوان, تكريما لفنانين ذوي توجهات وتعبيرات تشكيلية مختلفة, بما يتيح إبراز غنى الإلهام والحس الإبداعي الخاص بكل فنان. وتشترك أعمال الفنانين عبد الإله الحبابي, وعز الدين الهلالي, وشيكر الوراق, والحبيب المسفر, ومصطفى الأنصاري, ونعيمة القلالش, في نهلها من أحاسيسهم, بغية تسليط الضوء على معيشهم العاطفي من خلال الموضوعات التي تتيح لهم البحث عن الجمال والروعة. ويرى الفنان التشكيلي, الحبيب المسفر, أن معرض « حال وألوان» يشكل نقطة التقاء, إذ تتقاطع من خلاله اتجاهات مختلفة لتمتزج وتتقارب في رحلة « ذهاب وإياب بين الماضي والحاضر والمستقبل». ويتعلق الأمر, على حد قوله, ب»سفر في فضاء زمني وجد فيه كل فنان, من خلال تكوينه الفني وحسه الإبداعي, غايات خاصة تربطه بتيمة محددة, إذ يعمل الزمن على طبع بصمته التي لا تمحى». ويحكي بوشعيب فلكي, الرومانسي والأسطوري, بنوع من النوستالجيا, حياة الأمس المشعة, في حين يعرف عز الدين الهلالي, الفنان التشخيصي بامتياز, ب` «أعماله المليئة بحميمية وحرارة تنجذب للماضي القريب والدفين». من جهته, يتميز عبد الإله الحبابي, بتجربة طويلة في الفن التجريدي يصاحبها تحكم قل نظيره في فن الغرافيك, الذي يفتح له آفاقا إبداعية غير محدودة. وبالنسبة لباقي الفنانين, وجد شيكر الوراق ميولا نحو التجسيد التجريدي الذي لا يخلو من الروحانية, بما يعد مسارا جد مختلف عن مسار الفنانة نعيمة القلالش, التي تتموقع في المستقبل من خلال استعمالها للتكنولوجيات الحديثة, وكذلك خلق أشكال هندسية ومزجها التركيبي للألوان في تشكيلة متنوعة. وإذا كان الأنصاري مصطفى يترك مجالا للرياح تحمل الألوان والاشكال لمكونات إحساسه لترجمتها وتقسيمها في أفق التأثير الايجابي السعيد, فإن الفنان التشكيلي الحبيب المسفر, المزداد على ضفاف بحر الجديدة, والذي منحه محمد خير الدين مهمة «حارس التربة الوطنية», فهو منجذب للتربة المغربية بكل روعتها وللأبد. ولقيت مبادرة مؤسسة محمد السادس للنهوض بالاعمال الاجتماعية للتربية والتكوين ترحيبا من قبل كافة الفنانين المشاركين, باعتبارها تعكس الاهتمام بالوسط الفني وتساهم في النهوض بالحياة الثقافية بالعاصمة. وأكد الفنان عبد الإله الحبابي, الذي شارك في معارض وطنية ودولية منذ 1960, أن هذا الجمع من الفنانين ليس الأول من نوعه, وأن هذه التجربة سيتم إعادتها في فضاءات مختلفة بعدد مدن بالمملكة.