أثارت تصريحات جديدة لنادية ياسين ابنة زعيم جماعة العدل والإحسان، عبد السلام ياسين، تصف فيها النساء البرلمانيات المغربيات، بكونهن «برلمانيان نائمات يضفن إلى البرلمانيين الرجال النائمين»، عاصفة من ردود الفعل القوية من البرلمانيات. وفيما فضلت عائشة القرش البرلمانية عن فريق تحالف القوى الديمقراطية والتقدمية، عدم الرد على تلك التصريحات، التي أدلت بها نادية ياسين، في ندوة بغرناطة، مكتفية بالقول: «إنها لا تستحق الرد»؛ فإن برلمانيات أخريات، قررن الرد بقوة. وبين بسيمة الحقاوي النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية ومباركة بوعيدة النائبة عن حزب التجمع الدستوري الموحد وفتيحة العيادي النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، فإن إجماعا تحقق بشأن وصف تلك التصريحات ب»الكلام الصبياني» و «التصريح الشعبوي»، و بالكلام الذي «يجب أن يلقى به في سلة النفايات». ولأن نادية ياسين، استهزأت من المشاركة السياسية للمرأة المغربية، بالقول إن «المرأة البرلمانية تذهب إلى البرلمان كي تنام مثل باقي البرلمانيين الرجال»، فإن البرلمانيات الثلاث اللواتي تحدثن مع بيان اليوم، أمس، قابلن تلك التصريحات بسخرية أشد، حيث قالت إحداهن «إنه من السهل على سيدة تعيش حياة عادية تحت سقف الزوجية، وتمضي أيامها في التفرج على العالم من بعيد، أن تتفوه بتلك العبارات، فهي زاد من لا يعمل في نهاية المطاف». وفي هذا السياق، قالت مباركة بوعيدة عضو فريق التجمع الدستوري الموحد بمجلس النواب ورئيسة لجنة، «إن القول بأن النساء البرلمانيات ينضفن إلى النيام في البرلمان، كلام شعبوي لا يسنده منطق ولا يعضده واقع»، مضيفة في تصريح لبيان اليوم، أن «تلك المرأة تقذف بهذه التصريحات في الهواء لتبين القدر الهزيل من معرفتها بالواقع السياسي في المغرب، والجهل الفظيع بعمل النساء البرلمانيات، لأن مسحا عاما حول أدائهن، سيكشف القدرة والكفاءة اللتين تتمتع بها النساء البرلمانيات والقيمة المضافة التي يحققنها في التشريع والمراقبة». ورغم أن تصريحات نادية ياسين، بحسب بوعيدة، «لا يجب أن تؤثر في معنويات النساء، بل ولا ينبغي أن تولى أي اهتمام»، إلا أن المتحدثة ذاتها، رأت في تلك التصريحات «مجرد صورة مصغرة عن موقف شاذ لجماعة العدل والإحسان من المغرب، ينزع نحو ضرب العمل المؤسساتي ككل، وليس النساء البرلمانيات كهدف في حد ذاتهن». أما فتيحة العيادي، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، فقالت بلهجة قوية: «إن كلام نادية ياسين يجب أن يرمى في القمامة، لأن ذلك المكان هو الأصلح لمثل تلك التصريحات». واعتبرت أنه «من السهل على من يقبع في مدرج المتفرجين أن يصدر أحكاما على اللاعبين، لكنه من العسير أن ينتقل المرء من إطلاق الكلام على عواهنه، إلى العمل والفعل». ولم تستغرب العيادي صدور مثل هذه التصريحات عن نادية ياسين، لأن «هذه المرأة احترفت إلقاء محاضرات في الخارج تكيل فيها أبشع النعوت لبلدها، لدرجة يحس فيها المرء أن هذه السيدة تقدم نفسها كصاحب حق في مواجهة كافة الشعب المغربي». وقالت «إن السياسة ليست القدرة على رمي جمل قصيرة، لكن هذا ما أصبحت ياسين تتقنه للأسف الشديد، لتكشف عن نفسها كسيدة بدون دراية أو معرفة بما يجري، وهذا أمر مفهوم»، لأن نادية، تضيف العيادي، «تستغرق وقتها في مثل هذه الأشياء، لأن أكثر شيء تمتلكه هو الوقت، وربما ينبغي أن تلقي نظرة من الداخل، لتعرف، حق المعرفة، طبيعة عمل النساء البرلمانيات، ثم تصدر الحكم الذي يروق لها بعدئذ». ولم تختلف بسيمة الحقاوي عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، عن هذا الرأي، بل وصفت نادية ياسين، بأنها «امرأة تسعى إلى مزيد من الشهرة وتسليط الأضواء عليها وخلق مساحات إعلامية لنفسها، بين الفينة والأخرى، لأن ما يبدو عليه الحال هو أن هذه المرأة لا تتنفس سوى في هذه المساحات». وقالت «إن شخصا في وضع بطالة، لا يمكن لنا سوى أن نتوقع منه مثل هذا الكلام، لأن الفرق بين من يقعد بمنزله ويتفرج على العالم من بعيد، وبين من يتحرك بشكل فاعل داخل مؤسسات بلاده، فرق واسع». وقالت بعد أن وصفت حديث ياسين، بأنه «كلام صبياني فارغ»، «إن النساء البرلمانيات يضحين بحياتهن الشخصية لصالح عملهن البرلماني، ولم يعدن يعشن حياة عادية، وأصبحن نساء استثنائيات، عكس تلك التي تفترش لنفسها مقعدا دافئا في بيتها، وترسم ما تشاء من كاريكاتورات عن ما تقوم به البرلمانيات». ويشار إلى أن نادية ياسين تتابع بتهمة المس بمقدسات وثوابت البلاد، بعدما أدلت بحوار صحفي في سنة 2005، قالت فيه إنها تفضل النظام الجمهوري على النظام الملكي، وقد حددت المحكمة يوم 25 نونبر القادم لمواصلة النظر في الملف.