تتوقف مجلة «العربي» في عددها الجديد ومن واقع اهتمامها بالمتغيرات العربية الجديدة، أمام ظاهرة ضعف اللغة العربية في مواطنها بسبب موجات استخدام الكلمات الغربية في الإعلام، ولدى قطاع كبير من المتعلمين أجنبيا، وهو ما يفصله الأكاديمي ووزير الثقافة الجزائري الأسبق محي الدين عميمور في مقال لافت بعنوان «راهن اللغة العربية في أوطانها.. حكاية غنيمة الحرب»، والتي يرى أن أحد أبرز أسبابها غياب الإرادة السياسية الجماعية ونقص الوعي القومي في جل المستويات مؤكدا أن «الطبقة السياسية، سلطة ومعارضة، لم تدرك، كما لم يدرك المجتمع المدني والنخبة المثقفة أن اللغة الوطنية، بالإضافة إلى انها خط الدفاع الأول في ميدان الأمن القومي لأي بلد كان، هي أسمنت الوحدة الوطنية التي تعطي لأي بلد قوته الحقيقية في مواجهة الآخر، والتعامل معه بمنطق الندية والتمسك بها في حد ذاته تجسيد لهيبة الأمة وتعبير عن كرامتها ورمز لمكانتها ودعم لإرادتها عندما تتصارع الإرادات الدولية». ولأجل تحقيق نهضة ثقافية عربية في عصر العولمة ترى الدكتورة ريتا عوض أن الأمة العربية تواجه في هذه اللحظة التاريخية عدة تحديات سياسية وثقافية وأن الاستجابة لها يتمثل في تحقيق انطلاقة حضارية عربية تستند إلى عملية انتقاء بروح نقدية مثقفة ومسؤولة من ماضي هذه الأمة العريقة لتزاوجها مع أفضل ما أفرزته الحداثة في هذا العصر من قيم الحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين البشر وتشجيع الإبداع وتبجيل العلم وتأكيد قيمة العمل». وفي مناسبة الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين، تتجول العربي في مدينة عكا الفلسطينية، لتقدم لقارئها صورة لمدينة تكسرت على شواطئها الجيوش الغازية حين كانت للعرب جميعا قوة تجمعهم. وتحتفي «العربي» في العدد الجديد بالشعر اللبناني مرة أخرى عبر الاحتفاء بالشاعر شوقي بزيع في ملف خاص يشارك فيه كل من السعيد موفقي وصلاح فضل والمنصف الوهايبي. أما شاعر العدد فتختاره الشاعرة سعدية مفرح فلسطينيا أيضا، وهو الشاعر الراحل كمال ناصر، صاحب ديوان «جراح تغني» والذي عاش منغمسا في لاشعر والنضال حتى وفاته في العام 1973. وفي الأدب تنشر العربي أوراقا أدبية للدكتور جابر عصفور، وموضوعا عن قراءة النص الصوفي للدكتورة هالة فؤاد، وسؤالا هو هل الإعراب حكاية؟ لرياض زكي قاسم. لكنها أيضا تتوقف أمام ما كتبه الكاتب الفرنسي جي دي موباسان عن الجزائر في موضوع للدكتورة سليمة لوكام الباحثة الجزائرية التي تتوقف أمام النظرة الاستعلائية والاستشراقية لموباسان تجاه العرب وتقدم لها قراءة نقدية. ومن باب الاهتمام بتوثيق التراث الفني العربي والموسيقي على نحو خاص ينشر الفنان والموسيقي إلياس سحاب موضوعا عن مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية التي يرأسها كمال قصار في بيروت الذي جمع مكتبات موسيقية نادرة، لبعض الموسيقيين العرب تضم نوادر وتحفا سمعية وموسيقية من تراث الموسيقى العربية المعاصر ليحتفظ بها ومعها قرن من الموسيقى العربية. بينما يكتب الناقد السينمائي نديم جرجورة موضوعا عن أحوال الفيلم العربي القصير الجديد للسينمائيين العرب الشباب، والذي يشهد اليوم انتعاشة كبيرة. بينما يختار القصص الفائزة لهذا الشهر في مسابقة قصص على الهواء الأكاديمي والناقد المصري خيري دومة، والتي تبث بالتعاون مع إذاعة البي بي سي. كما يتضمن العدد العديد من الموضوعات الأخرى والزوايا الثابتة في الفن والأدب والتاريخ والقضايا العامة.