قبل ثلاثة أيام من المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010 لكرة القدم بجنوب أفريقيا، منح السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) شهادة نجاح رائعة وإشادة بالغة بالبطولة والتنظيم. وصرح بلاتر في مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس في جوهانسبرج، بعد اجتماعه بمسئولي اللجنة المنظمة للبطولة، قائلا «لم نصل بعد إلى النهاية ولكن يمكنكم أن تروا رئيسا مقتنعا». وأضاف «أفريقيا يمكنها أن تفتخر بتنظيم كأس العالم هذه. جنوب أفريقيا يمكنها أن تفتخر بشكل أكبر». ولعب بلاتر دورا بارزا في منح حق استضافة البطولة للقارة الأفريقية للمرة الأولى في التاريخ. وقال بلاتر إن المباراة النهائية التي ستجمع يوم غد الأحد بين منتخبي أسبانيا وهولندا ستسفر عن بطل جديد يتوج للمرة الأولى في التاريخ وهو سبب آخر للاحتفال. ولم يسبق لأي من المنتخبين الأسباني والهولندي أن توج باللقب على مدار مشاركاتهما السابقة في المونديال. كما بالغ بلاتر بشكل مثير للجدل في الإشادة باللعب النظيف لدى اللاعبين. بينما شكك كثير من المعلقين في مستوى السلوك الرياضي بالبطولة. ومن الأمثلة الواضحة على غياب السلوك الرياضي في مواقف عديدة ما فعله لويس سواريز مهاجم أوروجواي في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي لمباراة منتخب بلاده أمام غانا في دور الثمانية للبطولة حيث منع هدفا أكيدا للمنتخب الغاني وأبعد الكرة بيده من فوق خط المرمى. ورغم طرد اللاعب واحتساب ضربة جزاء للمنتخب الغاني، خرج المنتخب الغاني من البطولة صفر اليدين بضربات الترجيح ليحرم سواريز النجوم السوداء وأفريقيا كلها من بلوغ المربع الذهبي للمونديال للمرة الأولى في التاريخ. ولكن سواريز لم يقدم أي اعتذار على فعلته التي تتسم بالخداع. كما اعترف حارس المرمى الألماني مانويل نيور بأنه أبعد تسديدة الإنجليزي فرانك لامبارد بعدما تجاوزت خط المرمى خلال مباراة الفريقين في دور الستة عشر للبطولة وذلك ليخدع الحكم ويحرم المنتخب الإنجليزي من هدف صحيح. ولم يحتسب الحكم الأوروجوياني خورخي لاريوندا الذي أدار اللقاء هذا الهدف وأشار باستمرار اللعب. وقال بلاتر إن الإحصائيات تشير إلى أن البطولة شهدت عددا أقل من الإصابات عما كانت عليه في البطولات الماضية وهو دليل على اللعب النظيف. وأوضح «هذا يعني أن اللاعبين يتعاملون باحترام في مواجهة منافسيهم». كما سيطرت السعادة على مسئولي اللجنة المنظمة للبطولة. وقال إيرفن خوزا رئيس اللجنة إنه يشعر بالسعادة لأن المونديال الحالي كان من أنجح بطولات كأس العالم منذ سنوات طويلة كما وجه شكره إلى بلاتر على ثقته في أفريقيا من خلال منحها حق استضافة البطولة. وعلى الرغم من المخاوف التي ثارت بشأن الناحية الأمنية ، مرت فعاليات البطولة دون حوادث أو جرائم كبيرة. ولم يكن النقل والمواصلات من الأمور المزعجة في البطولة رغم أنه كان من أبرز الأمور المثيرة للمخاوف قبل بداية البطولة. ونجح معظم المشجعين في الوصول للاستادات والخروج منها والعودة إلى أماكن إقامتهم بسهولة ويسر باستثناء ما حدث أمس الأربعاء في ديربان لازدحام مطار ديربان بالطائرات الخاصة مما تسبب في عدم لحاق مئات المشجعين بمباراة ألمانيا مع أسبانيا في الدور قبل النهائي للبطولة. ونفى خوزا أن يكون السبب هو سوء التخطيط مشيرا إلى أن المشكلة كانت ازدحام المطار لأسباب أمنية.