ما حدث مؤخرا من شغب بالمغرب يحدث حتى في بلدي سويسرا لإفريقيا حظوظ في احتضان المونديال مرة أخرى في ختام الزيارة التي قام بها وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا برئاسة الرئيس جوزيف بلاتر للمغرب دامت 24 ساعة، عقد هذا الأخير، صباح أمس الإثنين بالرباط، ندوة صحفية بحضور عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. بعد الكلمة التقديمية لرئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، علي الفاسي الفهري، استعرض فيها الخطوط العريضة لجلسات العمل التي عقدت مع وفد الفيفا، والتي همت التغييرات التي تشهدها كرة القدم الوطنية، سواء على مستوى القوانين أو التكوين، وجود بطولة احترافية، وكذلك التجهيزات الأساسية من ملاعب ومعاهد ومراكز... في أفق احتضان المغرب لتظاهرات دولية وقارية كبرى أبرزها كأس العالم للأندية، وغيرها من الجوانب المرتبطة بعمل الجهاز الجامعي... دخل جوزيف بلاتر مباشرة لصلب الموضوع، دون أن يتخلى كالعادة عن الخطب الودية والمجاملة، حيث أكد على أن البرنامج الذي تخضع له حاليا كرة القدم المغربية طموح وواقعي، مستندا في ذلك على أهمية الأوراش المفتوحة من بينها: معهد كرة القدم بالمعمورة، أكاديمية محمد السادس التي تعمل وفق نظام دراسة ورياضة، المقر الجديد للجامعة، بالإضافة إلى اللجان المتخصصة كلجنة الأخلاقيات، لجنة القوانين العامة، لجنة الانضباط والاستئناف.. وغيرها من اللجان المتخصصة، مما يؤكد في نظره أهمية اللعبة في حياة هذا البلد العاشق لكرة القدم. بعد ذلك تطرق لموضوع الشغب الذي عاشته الملاعب المغربية مؤخرا، ومدى تأثريه على احتضان المغرب للاستحقاقات القادمة، إذ جاء موقفه واضحا وعبر عنه من خلال التأكيد على أن «كرة القدم تقع ضحية عنف المجتمع، وهذه ظاهرة عامة ولا تقتصر على بلد دون غيره، فحتى في البلد الذي أنتمي له، سويسرا، هناك عنف مصاحب للمباريات، فهناك شباب يؤمن بالحرية المطلقة، لذا نجده يمارس معتقده هذا بطريقة عنيفة، تذهب ضحيتها للأسف رياضة كرة القدم، مع أن المسألة تتعلق بمشكل تربية ومجتمع، وقد تباحثت أمس مع وزير الشباب والرياضة محمد أوزين حول الموضوع وكانت وجهات النظر متطابقة»، يضيف بلاتر. وشدد بلاتر على أن كرة القدم يجب أن تبقى بعيدة عن كل التأثيرات الخارجية، إذ لا يمكن أن نوقف كرة القدم بسبب عنف أشخاص لا علاقة لهم بهذه الرياضة، وأكبر دليل على قوة عائلة كرة القدم عبر العالم، والتي يصل تعدادها إلى 300 مليون ممارس، ومحيط يفوق المليار نسمة، أنها استطاعت أن تحافظ على نشاطها في كل بقاع العالم، حتى تلك التي شهدت توترات ونزاعات، كما حدث بالعراق، وبعده بليبيا، ومصر، وتونس وحاليا سوريا، وغيرها من البلدان التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي. في ختام تدخله تطرق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى نقطتين أساسيتين وهما: حظوظ إفريقيا في احتضان مونديال كرة القدم مرة أخرى، ومشروعية جامعة كرة القدم بالمغرب، بخصوص النقطة الأولى أكد أن المغرب كان دائما مرشحا قويا، وقدم ملفه أربع مرات، لكن لم يحالفه الحظ، وسنة 2010 جاء الدور على القارة السمراء التي احتضنت المونديال، وكانت جنوب إفريقيا في مستوى الحدث، وقد استطاعت الدورة ترويج صورة القارة وخصوصياتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وفي نظري، يقول بلاتر، فإن كل هذا الخصوصيات تظهر بقوة في جنوب القارة أكثر من شمالها، وإفريقيا يمكن أن تؤمن بكامل حظوظها في احتضان المونديال مرة أخرى... أما بالنسبة لمشروعية الجامعة، فقد كان بلاتر واضحا، إذ أكد أن المسألة تبقى داخلية مادام هناك توافق داخلي، وليست هناك معارضة من أية جهة كانت، أعرف أن هناك قوانين جديدة تهيأ حاليا في تناغم مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، وسيكون هناك جمع عام للمصادقة، وفي انتظار ذلك، فإن الجامعة المغربية في نظري جامعة تتمتع بالشرعية المطلوبة...