اعتبر السويسري جوزيف سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم"فيفا" أن ظاهرة العنف في الملاعب ظاهرة لا تقتصر على بلد أو منطقة بعينها بل أنها أصبحت تتعدى حدود الملاعب الرياضية . وقال " العنف ليس في الرياضة. العنف ليس في كرة القدم. العنف في المجتمع . لقد كان المجتمع عنيفا قبل أن ترى لعبة كرة القدم النور". وأضاف " العنف في الملاعب ليس هنا فقط بل في العديد من البلدان، فبلدي سويسرا لم ينج هو الآخر من هذه الظاهرة . ثمة جماعات صغيرة تفسد الفرجة على الآخرين فتصبح كرة القدم رهينة بين أيديها. فلا هم من عشاق كرة القدم و لا هم من أنصار هذا الفريق أو ذاك، كل همهم هو إثارة الفوضى "، وفق وكالة الأنباء المغربية. ومضى بلاتر قائلا، خلال ندوة صحفية عقدها زوال اليوم الاثنين بالرباط رفقة رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علي الفاسي الفهري " إن هذا الشباب لم يحسن استعمال الحرية المطلقة التي يتمتع بها .إنها قضية تربية. علينا أن نتصدى لهذه الظاهرة. لا أريد أن تصبح كرة القدم رهينة بين أيدي عناصر فاسدة من مجتمعنا"، مؤكدا أن ثمة قواعد أمنية محددة وصارمة ينبغي تطبيقها في كل مسابقات هذه اللعبة ذات الشعبية الجارفة في العالم التي يمارسها أزيد من 300 مليون لاعب ولاعبة. إلى ذلك، ذكر بلاتر، في لقاء صحفي بأنه تناول جوانب هذه الظاهرة مع وزير الشباب والرياضة محمد أوزين ومع رئيس الجامعة على خلفية أعمال الشغب التي شابت بعض مباريات البطولة الوطنية في الآونة الأخيرة. وحيا بلاتر في المغرب "شجاعته بتقديم طلب تنظيم كأس العالم للأندية عامي 2013 و2014 لأنه يستحق استضافة تظاهرة عالمية من حجم كبير" بعدما لم يوفق في احتضان كأس العالم للمنتخبات التي قدم ترشيحه لتنظيمها أربع مرات. وتابع " إننا لجد مسرورين بأنه كانت للمغرب الشجاعة لطلب تنظيم كأس العالم للأندية . لقد كانت هناك بلدان أخرى ترغب في تنظيمها لكننا أردنا بأن نعطي شيئا ما لهذا البلد لأنه يستحق تنظيم تظاهرة من الحجم الكبير. وكأس العالم للأندية هي حقا كأس عالمية لأنها تجمع أفضل وأشهر اللاعبين في العالم على مستوى الأندية ". كما حيا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في المغرب " استماتته وإصراره على تقديم ترشيحه أربع مرات لتنظيم كأس العالم للمنتخبات، لكن مع الأسف لم يفلح في ذلك. بيد أنه نال شرف احتضان كأس العالم للأندية ، فهي مسابقة عالمية بكل ما في الكلمة من معنى. وهذا إنجاز مهم ". وأثنى بلاتر على الجهود الجبارة التي بذلها المغرب من أجل تطوير كرة القدم وخاصة على مستوى البنيات التحتية سواء القائمة منها أو تلك التي ستنجز قريبا في أفق احتضانه لعدد من المسابقات القارية والدولية، مؤكدا أن المملكة باتت اليوم قادرة على احتضان كبريات التظاهرات الكروية الدولية. ومن جهته، عبر علي الفاسي الفهري عن اعتزاز الجامعة بمنح "الفيفا" المغرب شرف احتضان كأس العالم للأندية التي أكد أن المغاربة سيتجندون ليجعلوا منها عرسا رياضيا استثنائيا، لاسيما وأنها تقام على أرض المغرب المضياف الذي يتميز بموقعه الجغرافي كصلة وصل بين إفريقيا وأوروبا علما بأن هذه المسابقة تقام لأول مرة على أرض إفريقية. وعن سؤال حول حظوظ إفريقيا في احتضان إحدى دورات كأس العالم لاسيما بعد إلغاء قرار التناوب القاري قال بلاتر " لقد أجبرنا اللجنة التنفيذية "للفيفا" على قبول مبدأ التناوب بين القارات إذ كان هناك نوع من التردد بشأن تنظيم المونديال في إفريقيا. حقا وضعنا ثقتنا في إفريقيا وكانت هذه الثقة في محلها وتم تنظيم مونديال كبير عام 2010 في جنوب إفريقيا". وأضاف بلاتر " لقد اتخذنا قرارا ، لا أ دري إن كان صائبا أم خاطئا بمنح تنظيم دورتين لكأس العالم دفعة واحدة حتى عام 2022. وعلى البلدان التي ستقدم ترشيحها لتنظيم مونديال 2026 أن تعمل كثيرا وتكون جاهزة لاستضافة هذا الحدث الكوني". وأنهى بلاتر، بعد ظهر اليوم الاثنين، زيارة عمل وصداقة للمغرب استغرقت يومين قام خلالها بالخصوص، رفقة عيسي حياتو وعلي الفاسي الفهري بتدشين ملعبين مكسوين بالعشب الاصطناعي بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة (ضاحية سلا)، أنجزا بشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم في إطار مشروع "الهدف" وتفقد أشغال توسيع المركز بإضافة عدة مرافق خاصة بالإدارة التقنية الوطنية والمنتخبات الوطنية وزار أكاديمية محمد السادس لكرة القدم. كما استقبل صباح اليوم من طرف وزير الشباب والرياضية محمد أوزين وحضر جلسة عمل إلى جانب رئيس ومسيري الجامعة تم خلالها استعراض أهم الإنجازات والتحديات وكذا المشاريع المستقبلية لكرة القدم الوطنية قبل أن يزور ورش بناء المقر الجديد للجامعة. وسيزور بلاتر اليوم وغدا الجزائر حيث سيدين المقر الجديد للجامعة الجزائرية لكرة القدم الذي تم تشييده بمساهمة من "الفيفا" في إطار مشورع "الهدف" وسيحضر المباراة النهائية لكأس الجزائر بين فريقي شباب بلوزداد ووفاق سطيف.