تعد الشاعرة بهيجة القاسمي البقالي صوتا مغربيا أصيلا، يستمد إبداعه من بساطة مفرداته، عفوية إطلالته،سلاسة إبهاره، قدرته علي الوصول الي النفس دون عناء، يأخذ من الأطلسي هدير أمواجه ومن المتوسط ألوانه ومن الصحراء وهج الكلمات ودفئها، هي لا تتعمد تصنع الألفاظ ولا تكلف الكلمات ولا استخراج معجم للتفاعل مع كتاباتها، تجعل من الصراخ أبجدية جديدة ومن الصمت قاموسا خاصا ومن بيئتها المغربية أرضا نسكنها ووطنا نحياه وأجواء نعيشها معها، تجعل من الحرية رداء لإنسانيتها ومن الهذيان عنوانا لمجتمعاتنا ومن الغربة نداء لاستعادة الفطرة ومن الجنون منطلقا للبقاء ومن متناقضات الحياة ما يبعث السخرية، تجيد التحليق في عالمها المليء بالفضاءات والمتناقضات فتتخذ من الأمل رفيقا ومن إطلاق الفكر شرعة ومن الطبيعة عيونا ومن هويتها جذورا ومن الغباء مفتتحا للوصول، كلماتها تراقص الليل وتباسم القمر وتلامس الروح وتسابق النبض، تجعل من الصمت بوحا ومن الأسر انطلاقا ومن السكون حكايا ومن القلم مصاحبا ومن الاستسلام حينا انتصارا، حتى الفناء في العشق تمنحه ثوبا للزفاف، مهمومة بالبحث عن ذاتها، حائرة لأن تعود الأرض إلى سيرتها، تقاوم احتضار روح الانثى، تبحث في استدعاء جذوتها، لاءءاتها نفي للانكسار وإنهاء للهزيمة وتمرد على الجمود، تعتبر الإبداع معاناة كونها مسؤولية الكلمة وهم إنساني للارتقاء بجماليات الكون. «صراخ الصمت» مع بهيجة البقالي إنما هو لغة جديدة تستصرخ فينا رغبة الفكر والنظر إلى إبهار الروح وتأمل سكون الأنفس، نغوص من خلاله في ردهات المسكوت عنه ونبحث في طياته عن أصداف قد تزين المكتبة العربية ذات يوم.