أكد نور الدين الوزاني، مسؤول القطب الزراعي للزيتون التابع للمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، أن الشبكة المتوسطية لمدن زيت الزيتون (روكوميد) إطار مناسب لبحث سبل دعم القطاع والتحفيز على رفع حجم الطلب على هذه المادة الحيوية في الأسواق. وأوضح في مداخلة ألقاها أول أمس بمناسبة تنظيم منتدى متوسطي حول «الاستراتيجيات المتوسطية للنهوض بزيت الزيتون ذات الجودة» أن الشبكة شكلت أمس محطة لأول اجتماع لها بفضل المكانة المتميزة التي تحتلها مكناسة الزيتون في خريطة المدن المنتجة لهذه المادة. وأبرز الوزاني أن الشبكة، التي تضم 15 دولة متوسطية وتأسست سنة 2011 بإيطاليا بمدينة إيمبيريا التي تترأسها هذه المدينة فيما اختيرت مكناس نائبتها، وضعت إستراتيجية جديدة لدعم زيت الزيتون ذي الجودة العالية الذي حظي مؤخرا باعتراف من قبل اليونيسكو كإرث عالمي للإنسانية. كما تهدف الشبك، حسب الوزاني، إلى دعم الإنتاج الإقليمي من زيت الزيتون والنهوض بالأنواع الأصلية التي ترتبط بقيم حضارة زيت الزيتون، من حيث البيئة والتغذية، والصحة، والمناظر الطبيعية والثقافة والسياحة والثقافة المادية وغير المادية خاصة وأن زيت الزيتون شكل دائما قيمة رمزية بالنسبة للإنسانية. كما تروم الشبكة تعزيز وتطوير إنتاج الزيتون وزيت الزيتون والمساهمة في تعزيز ثقافة استهلاكه وترويجيه وتطوير السياحة المرتبطة بتراث حضارة البحر الأبيض المتوسط، وذلك عبر تنظيم شبكة للاتصالات والأنشطة والمبادرات المشتركة من تروم دعم مناطق زراعة وإنتاج زيت زيتون المائدة وإنشاء مراكز لأرشفة كل ما يتعلق بهذه المادة الغذائية. وترمي أيضا إلى إنشاء متاحف للبيئة في الهواء الطلق، وتنظيم لقاءات علمية مخصصة لشجرة الزيتون، وتنظيم تظاهرات خاصة بمطبخ البحر المتوسط التقليدية وتطوير استهلاك زيت الزيتون وزيتون المائدة، ومهرجانات متوسطية تمنح للجمهور فرصة اكتشاف تراث الحوض حول زيت الزيتون وتقاليد المدن المنتجة لها، وتشجيع مجال زراعة أشجار الزيتون تروم خلق فرص أفضل للشغل. كما ترمي إلى تشجيع البحث والتجريب لتطوير الأصناف المحلية وحمايتها، والحلقات الدراسية في جميع الجوانب ذات الصلة بزيت الزيتون (الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، المتعلقة بالصحة والتقنيات الحديثة...). وأوضح السيد الوزاني أن الزيادة في إنتاج زيت الزيتون، وتعزيز الاهتمام العالمي بمنتجاتها دفعت بالعديد من البلدان إلى بذل جهود خاصة لتحسين إنتاجها، ووضعت القطاع ضمن أولوياتها وفي بيئة تنافسية لا مكان فيها إلا للجودة، وإبراز مزايا زيت الزيتون على صحة الإنسان.