شكل الوضع الأمني بمنطقة الساحل و»الدور الهام الذي يضطلع به المغرب في إطار عمليات حفظ السلام» محور مباحثات أجراها، بداية الأسبوع الجاري بلندن، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف بإفريقيا والأممالمتحدة هنري بيلينغهام والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني. وقال بيلينغهام، في بيان له، إن المباحثات تمحورت بالخصوص حول حالة عدم الاستقرار بمالي مؤخرا، مشيرا إلى أن المحادثات مع العمراني شكلت مناسبة للوقوف إلى جانب الوفد المغربي، على انشغالات المملكة المتحدة بشأن امتداد حالة عدم الاستقرار هذه إلى منطقة غرب إفريقيا. وأضاف المسؤول البريطاني أن اللقاء شكل «مناسبة للإنصات إلى التقييم المغربي للأزمة بهذه المنطقة» وتدارس دور المنظمات الإقليمية والدولية لمواجهة حالة عدم الاستقرار بمالي ومنطقة الساحل. من جهته، أشاد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليستر بيرت ب»العلاقات القوية التي تربط المملكة المتحدة بالمغرب»، مشيرا إلى أن الشريكين يشتغلان سويا على العديد من الأولويات المشتركة. وأبرز المسؤول البريطاني أن المملكة المتحدة والمغرب سيواصلان العمل سويا داخل منظمة الأممالمتحدة، منوها ب»الريادة الملحوظة للمغرب داخل مجلس الأمن الدولي». ومن جانب آخر، أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني، أن «المغرب العربي يشكل أولوية وضرورة وطموحا شعبيا بالنسبة للمغرب». وقال العمراني، خلال لقاء صحفي بلندن، في ختام مباحثات أجراها مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليستر بيرت في نفس اليوم، إن المغرب العربي يمثل أيضا فرصة كبيرة بالنسبة لمجتمع الأعمال للاشتغال بالمنطقة، معتبرا أن الاندماج يمثل بذلك أولوية مطلقة في أجندة المغرب. وشدد في هذا السياق، على أن «الدينامية الجديدة التي يعرفها المغرب العربي حاليا تتطلب إرادة سياسية وآليات مبتكرة لبناء، بشكل هادئ وفعلي، مغرب عربي مزدهر، حيث تشكل حرية تنقل الأشخاص والممتلكات ورؤوس الأموال، عنصرا أساسيا من أجل اندماج إقليمي حقيقي». وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمغرب، جدد العمراني انخراط المغرب من أجل إيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل على أساس المعايير الواضحة التي وضعها مجلس الأمن من قبيل روح التوافق والمفاوضات كسبيل للمضي قدما. وأضاف أن المغرب سيواصل، كسابق عهده، الوفاء بالتزاماته داخل مجلس الأمن بهدف الدفع قدما بالمسلسل السياسي، مضيفا أن مباحثاته مع بيرت شكلت كذلك مناسبة لبحث التعاون القائم بين المغرب والمملكة المتحدة داخل مجلس الأمن، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإفريقية وسورية ومناطق أخرى. وقال العمراني إن «المغرب والمملكة المتحدة لا يتقاسمان فحسب قيما مشتركة، وإنما أيضا رؤية مشتركة بشأن سبل إقامة علاقات جديدة بمنطقة المتوسط في إطار سياسة الجوار الأوروبية التي يتم إعادة النظر فيها»، مبرزا أيضا أن «المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس ملتزم بتعزيز مسلسل الإصلاحات بالمملكة». وبخصوص العلاقات المغربية- البريطانية، أشار العمراني إلى أن البلدين يتوفران على «خارطة طريق طموحة» لتعميق وتنويع علاقاتهما على أساس مقاربة وآليات جديدة. وأوضح أن الأمر يتعلق بشراكة متعددة الأبعاد تشمل مجالات عدة، من قبيل النهوض بدور المجتمع المدني، علاوة على الشقين الاقتصادي والسياسي، معربا عن ارتياحه لمستوى الحوار السياسي بين لندن والرباط. وقال العمراني إن المباحثات مع بيرت شكلت مناسبة للبلدين من أجل التعبير عن انشغالهما بشأن الوضع بمنطقة الساحل، موضحا أن الجانبين اتفقا على العمل سويا لتعزيز السلم والاستقرار بالمنطقة. وأبرز المسؤول المغربي في هذا السياق، أهمية تعزيز التنمية الاقتصادية بالمنطقة التي يتعين أن تتماشى مع التنمية السياسية. واعتبر العمراني أن التنمية الاقتصادية، خاصة في بعدها الإنساني، تشكل مكونا أساسيا للشراكة بين المغرب والمملكة المتحدة. وتندرج زيارة العمراني إلى لندن في إطار التشاور الدائم بين لندن والرباط. ويذكر أن المغرب والمملكة المتحدة اتفقا في مارس 2011 على وضع أجندة للشراكة الثنائية التي قال وزير الشؤون الخارجية البريطاني ويليام هيغ، إنها «ستساعدنا على تعزيز روابط التعاون بين البلدين في العديد من القطاعات».