أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني٬ اليوم الاثنين بلندن، أن "المغرب العربي يشكل أولوية وضرورة وطموحا شعبيا بالنسبة للمغرب". وقال العمراني٬ خلال لقاء صحفي في ختام مباحثات أجراها مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليستر بيرت ٬ إن المغرب العربي يمثل أيضا فرصة كبيرة بالنسبة لمجتمع الأعمال للاشتغال بالمنطقة٬ معتبرا أن الاندماج يمثل بذلك أولوية مطلقة في أجندة المغرب. وشدد في هذا السياق٬ حسب وكالة الأنباء المغربية،على أن "الدينامية الجديدة التي يعرفها المغرب العربي حاليا تتطلب إرادة سياسية وآليات مبتكرة لبناء ٬ بشكل هادئ وفعلي ٬ مغرب عربي مزدهر٬ حيث تشكل حرية تنقل الأشخاص والممتلكات ورؤوس الأموال٬ عنصرا أساسيا من أجل اندماج إقليمي حقيقي". وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمغرب٬ جدد العمراني انخراط المغرب من أجل إيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل على أساس المعايير الواضحة التي وضعها مجلس الأمن من قبيل روح التوافق والمفاوضات كسبيل للمضي قدما. وأضاف أن المغرب سيواصل٬ كسابق عهده٬ الوفاء بالتزاماته داخل مجلس الأمن بهدف الدفع قدما بالمسلسل السياسي٬ مضيفا أن مباحثاته مع بيرت شكلت كذلك مناسبة لبحث التعاون القائم بين المغرب والمملكة المتحدة داخل مجلس الأمن٬ خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإفريقية وسورية ومناطق أخرى. وقال العمراني إن "المغرب والمملكة المتحدة لا يتقاسمان فحسب قيما مشتركة٬ وإنما أيضا رؤية مشتركة بشأن سبل إقامة علاقات جديدة بمنطقة المتوسط في إطار سياسة الجوار الأوروبية التي يتم إعادة النظر فيها"٬ مبرزا أيضا أن "المغرب٬ بقيادة الملك محمد السادس ملتزم بتعزيز مسلسل الإصلاحات بالمملكة". وبخصوص العلاقات المغربية- البريطانية٬ أشار العمراني إلى أن البلدين يتوفران على "خارطة طريق طموحة" لتعميق وتنويع علاقاتهما على أساس مقاربة وآليات جديدة. وأوضح أن الأمر يتعلق بشراكة متعددة الأبعاد تشمل مجالات عدة٬ من قبيل النهوض بدور المجتمع المدني٬ علاوة على الشقين الاقتصادي والسياسي٬ معربا عن ارتياحه لمستوى الحوار السياسي بين لندن والرباط. وقال العمراني إن المباحثات مع بيرت شكلت مناسبة للبلدين من أجل التعبير عن انشغالهما بشأن الوضع بمنطقة الساحل٬ موضحا أن الجانبين اتفقا على العمل سويا لتعزيز السلم والاستقرار بالمنطقة. وأبرز المسؤول المغربي في هذا السياق٬ أهمية تعزيز التنمية الاقتصادية بالمنطقة التي يتعين أن تتماشى مع التنمية السياسية. واعتبر العمراني أن التنمية الاقتصادية ٬ خاصة في بعدها الإنساني٬ تشكل مكونا أساسيا للشراكة بين المغرب والمملكة المتحدة.