كَتَبَ على شباك غرفتي: مساء الخير أيتها المرأة الوحيدة، كَتَبْتُ له في رسالة: عزلة الخير أيها الرجل الوحيد. بخط العشق كتبَ على جدرانَ غرفتي: أحبكِ بقدر حفنة من تراب الوطن، كتبتُ على حافة ديوانه، لا أبادل قُبْلة منك بجميع العروش. *** في إحدى الأمسيات، من الجهة الاخرى لعزلتي، كنتُ أضحك على سربِ من الطيور، ولكنك أتيت أمام بيتنا وعزفت لي الكمان، صرختَ ببحة مجنون: أزيحي ستارة غرفتك أيتها المرأة الوحيدة. عند ذاك لمْ أستطع عمل مكياجي، ولا تجميع رسائل العشق. أتيتَ في إحدى الأمسيات، ملأتَ فراشي بعطر (روما)، ملأتَ أنوثتي بنورك. *** أنتَ عزفت الكمان وأنا بَكَيت. أنت عزفت الكمان وأنا رقصت. أنت عزفت الكمان وأنا أشعلت سيكارة. *** في إحدى الأمسيات، أنت عزفت الكمان.. وصدمتَ نفسك بكل عزلتي، عزفت الكمان وصدمت نفسك بكل نسويتي، مع ترديد الأغاني قلت: ما لون ملابسك الداخلية؟ أيَّ عطرِ تُحبين؟ نكهة أية فاكهة، أحمر الشفاه؟ عزفت الكمان ببحة رجل مخمور قُلتَ: أيتها الفتاة الطيبة، زوري حانتي، تعالي إلى داخل مرقصي. أبتسمتُ وببلعوم أرطب رمان قُلت: أنت أيها الرجل، إرمِ بعيداً خنجرك، إرمِ سيفك، إرمِ سوطك، عند ذاك إدخل فراشي . أنت عزفت الكمان وقُلتْ: أنا لدي كمان وعشقكِ، أنا لدي كمان وقلبكِ. عزفت الكمان وقلتْ: أنا لديَ قلادة وصدرك، أنا لديَ خاتم وأصبعك. *** في إحدى الأمسيات كالريح الشديد، أتيتما أنت وكمانك إلتففتُما بيَّ، أنت رددت الأغاني وقلت: أي خندق يحفظني مثل صدرك؟ أيُ نارِ تُحرقني مثل سخونة حلمة ثدييك؟ وأنا قلتُ شعراً: أيها الرجل الأسمر، يا عازف الكمان، هذا المساء سأنهبُكَ، هذا المساء سأدمركَ، أسرقكْ وأضيعكْ في عزلتي. أنت عزفت وقلت: خُذي مني الكمان، ومن الآن أنا لكِ.