الاحتفاء بالمرأة الدبلوماسية احتفى ملتقى تاء التأنيث للإبداع النسائي في دورته التاسعة التي نظمتها جمعية أبي رقراق بسلا، بالمرأة الدبلوماسية. وشكل هذا اللقاء الثقافي، المنظم في إطار تخليد اليوم العالمي للمرأة، فرصة لاستحضار دور المرأة المغربية في المجال الدبلوماسي ورصد تجارب نسائية لسفيرات ودبلوماسيات بمنظمات دولية وعقيلات سفراء تركن بصمات في تاريخ الدبلوماسية المغربية سواء الرسمية أو الموازية. وأكدت حليمة مبارك الورزازي، أول دبلوماسية مغربية، أن المرأة المغربية لعبت دورا بارزا في مجال الدبلوماسية منذ سنة 1956، مشيرة إلى أن المغرب يتوفر على كفاءات نسائية مهمة في هذا المجال «يعملن في صمت». وتطرقت الورزازي، وهي كذلك أول امرأة عربية وإفريقية ترأست سنة 1966 اللجنة الثالثة للشؤون الثقافية والإنسانية بالجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى مفهوم الدبلوماسية، معتبرة أنه تدبير للعلاقات الدولية، ومشيرة إلى أن الباحثين تناولوا هذا المفهوم إما كعلم أو فن. ومن جهته، اعتبر الدبلوماسي مصطفى الزباخ، وهو عضو النادي الدبلوماسي المغربي، أن المرأة المغربية عرفت وضعا دبلوماسيا «متطورا» ليس قبل ظهور المواثيق الدولية الداعية لحقوق المرأة فقط وإنما قبل أن تعرفه أوروبا، مستحضرا في هذا السياق، أسماء دبلوماسية قديمة لعبت عبر تاريخ المغرب دورا «مهما» كزينب النفزاوية وتميمة بنت يوسف بن تاشفين. وبعد أن أشار إلى الصفات والقدرات العلمية والشخصية الواجب توفرها في الدبلوماسي لتحقيق المصالح العليا لبلاده، أبرز أن المغرب استند في تطور عمل المرأة إلى المرجعية الإسلامية، مؤكدا أن هذا التطور يستحضر الوعي بأهمية المرأة ودورها في صيانة كرامة المجتمع وسيادته ووحدته. من جانبها، أكدت عواطف دريهم، في كلمة عن جمعية أبي رقراق، أن المرأة المغربية لعبت في مجال الدبلوماسية الرسمية والموازية دورا «رياديا بمثابرة وعصامية» وسخرت مؤهلاتها لنصرة القضايا الوطنية والقومية والدولية. وأشارت إلى أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للاستماع لتجارب دبلوماسيات حول علاقتهن بالعمل الدبلوماسي ومنظورهن لمنجزات التمثيلية النسائية مغربيا وعربيا ودوليا، مبرزة دورة المرأة المغربية في التنمية الشاملة للوطن. أما ممثلة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» سعدى ما العينين، فأبرزت أثناء عرضها لتجربة المنظمة في المجال الدبلوماسي، أن مصطلح الدبلوماسية الإسلامية برز منذ تأسيس المنظمة سنة 1982 ودخل قاموس مصطلحات السياسة الدولية، مؤكدة أن الدبلوماسية الإسلامية باعتبارها دبلوماسية العالم الإسلامي والأمة الإسلامية هي اللسان الناطق باسم الكتلة الإسلامية الحضارية المتجانسة والمترابطة التي يجمع بين أطرافها الانتماء الروحي والثقافي والحضاري. كما تم خلال هذا اللقاء، تقديم تجارب نسائية في مجال الدبلوماسية. وفي هذا الإطار، استحضرت فريدة الجعيدي، تجربتها كسفيرة سابقة للمغرب بعدة دول، مبرزة أن النساء الدبلوماسيات المغربيات اضطلعن، من مختلف مواقعهن الدبلوماسية، بدور مهم في تمثيل المغرب في المحافل الدولية، مشيرة إلى أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في العمل الدبلوماسي. أما باسمة صبح، عقيلة سفير فلسطين بالرباط ورئيسة المجموعة العربية الدبلوماسية، فأكدت أن أداء المرأة العربية في جميع المجالات لاسيما مجال الدبلوماسية قد حقق إنجازات ملحوظة في العقود الأخيرة مواكبا بذلك انخراطها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومشاركتها الفعالة في صنع القرار وخدمة الأوطان. وتميز هذا اللقاء، بتكريم السفيرة السابقة والأكاديمية عائشة بلعربي التي شغلت سنة 1998 منصب كاتبة الدولة لدى وزير للخارجية مكلفة بشؤون التعاون وعينت سنة 2000 سفيرة لدى الاتحاد الأوربي. وأكدت المحتفى بها في كلمة بالمناسبة، أن المرأة رغم أن لها القدرة على العمل الدبلوماسي فإن تمثيليتها في هذا المجال تبقى «ضئيلة»، مبرزة أن وصول المرأة إلى مراكز القرار لاسيما على المستوى الدبلوماسي، عمل «شاق ومعقد». ودعت في هذا السياق، النساء إلى تضافر جهودهن من أجل أن تكون لهن مكانة مهمة في المجال الدبلوماسي سيما وأن جلالة الملك محمد السادس، تضيف بلعربي، أعطى دفعة نوعية لتموقع النساء في مراكز القرار. وأجمعت مختلف الشهادات التي قدمت في حق المحتفى بها، على أن عائشة بلعربي أكاديمية متمكنة وعضوة فاعلة في النسيج الجمعوي، مشيرة إلى أنها ولجت عالم المرأة ب»عين فاحصة» وانخرطت في تحرير المرأة من الجهل. وبعد أن تطرقت الشهادات إلى المسار الدراسي و السياسي لبلعربي، ركزت على المسار الأكاديمي لهذه الباحثة، مشيرة إلى أن كتاباتها «الملتهبة» حول المرأة مكنتها من تحليل واقع المجتمع في نظرته «القاسية» للمرأة.