انطلقت، صباح أمس الخميس، بالعاصمة التونسية، أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية، برئاسة ليلى بن علي، عقيلة الرئيس التونسي زين العابدين بنعلي. ليلي بنعلي، عقيلة الرئيس التونسي ويمثل المغرب في المؤتمر، الذي ينعقد تحت شعار "المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة"، نزهة الصقلي، وزيرة الشؤون الاجتماعية والأسرة والتضامن. واعتبرت ليلى بنعلي المؤتمر "مناسبة متميزة، نواصل فيها تدارس مجموعة من المواضيع تستأثر باهتمامنا جميعا، سعيا إلى مزيد من الارتقاء بمكانة المرأة العربية، وحرصا على تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين". وقالت إن في تعطيل طاقة المرأة هدر لنصف طاقة المجتمع، وتساءلت عن أنجع السياسات الواجب اتباعها في هذه الظروف، التي كثر فيها الحديث عن التنمية المستدامة، في ظل أوضاع عالمية متقلبة، كما تساءلت عن أقوم المسالك لإدماج المرأة العربية في التنمية المستدامة، مشددة على أن ذلك يجب أن يكون "بنسق أرفع، وبخطة أشمل وأعم". وقالت رئيسة المنظمة إن "التنمية المستدامة رهان حضاري، وقضية إنسانية ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتكنولوجية وبيئية متشابكة". وأبرزت أن "مختلف المؤشرات، الصحية والتربوية والاجتماعية، تدل على أن أوضاع المرأة العربية شهدت تطورا ملحوظا، يؤكده ارتفاع مؤمل الحياة، وتحسن صحة الأم، وانخفاض معدلات الوفاة عند الولادة، وارتفاع مستوى التربية والتعليم"، واستطردت الرئيسة موضحة أن "كل هذه الإنجازات والمكاسب، تظل دون طموحاتنا"، وعزت ذلك إلى أن "المرأة العربية ما زالت أقل تمكنا من الرجل في العديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. واعتبرت السيدة الأولى في تونس أن "التجارب المسجلة في معظم أقطارنا العربية تجارب واعدة، لأنها تعتمد مقاربات تنموية متوازنة، يتلاءم فيها البعد الاقتصادي والاجتماعي، وتترسخ فيها المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات". بعد استحضارها للمؤهلات، التي تتوفر عليها المرأة العربية في مجال الأنشطة الحرفية، دعت رئيسة المنظمة المؤتمرين إلى "تدارس إمكانية تنظيم منتدى دوري للحرفيات العربيات في مختلف الاختصاصات، وإرساء شبكة للترويج التضامني لمنتوجهن"، مبينة أن من شأن ذلك أن "يفتح أمامهن آفاقا للاندماج في الدورة الاقتصادية، وفي دينامية التنمية الشاملة المتضامنة". ودعت رئيسة المنظمة إلى إحداث جائزة للدراسات والبحوث في مجالات البيئة، تعدها نساء عربيات، أو يشرفن عليها، مبرزة أن البيئة من المرتكزات الأساسية في عملية التنمية المستدامة. ودعت رئيسة المنظمة، في سياق حديثها عن أهمية البيئة وتفشي الكوارث وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية، إلى إحداث جائزة لأفضل جمعية نسائية عاملة في هذا المجال، مشيرة إلى أن "انتهاج أساليب موضوعية ودقيقة لمعرفة مدى مشاركة المرأة في الاقتصاديات الوطنية، ومدى نشاطها في المجتمع المدني، من شأنه أن ينقل صورة حقيقية ودقيقة عن وضعها"، مبرزة الحاجة إلى دراسات وبحوث حول تكافؤ الفرص في التشغيل، وحول مراعاة الأوضاع الخصوصية للمرأة في توزيع أوقات العمل، والحاجة إلى تبادل الخبرات والتجارب بين البلدان العربية في هذا المجال. وركزت الرئيسة على أن "الخلاص من ثلاثية الخوف والفقر والتمييز يعتبر من الأركان الأساسية للتنمية المستدامة"، مشيرة إلى "ما تتعرض له المرأة في بعض المجتمعات من خصاص وعنف وتشريد وتفكك أسري، بسبب تدني الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وتفشي النزاعات المسلحة". وقالت "يحق لنا في هذا المجال أن نتساءل عن مدى ووفاء المجموعة الدولية بالالتزامات، التي حددتها المرجعيات الأممية". وتتواصل أشغال المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، وتبحث القضايا الصحية والبيئية والاقتصادية والسياسية للمرأة العربية،من خلال عدد من المحاور العلمية، يحاضر بشأنها خبراء ومهتمون ونشطاء في حقل القضية النسائية في العالم العربي. وحضرت افتتاح المؤتمر، أمس الخميس، الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، عقيلة ملك البحرين، وسوزان مبارك، عقيلة الرئيس المصري حسني مبارك، وأمينة عباس، عقيلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووفاء سليمان، عقيلة الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، والشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمنظمة الأسرة العربية، حرم الرئيس السوداني. كما حضر المؤتمر وألقى كلمة بالمناسبة، عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية.