أعلنت اللجنة التحضيرية عن تأجيل المؤتمر الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب إلى حين توفر الشروط اللازمة لتنظيمه، وذلك في سقف زمني لا يزيد عن شهرين، ويرجع هذا القرار، بحسب المنظمين، إلى تداعيات تأخر المصادقة على قانون المالية على التزامات الشركاء الرئيسيين والجهات العمومية التي اعتادت دعم الاتحاد. إن مؤتمر منظمة ثقافية وطنية مثل اتحاد كتاب المغرب، يستحق أن يمثل حدثا وطنيا متميزا، ويكون مناسبة وواجهة لطرح الأسئلة الكبرى التي تفرض اليوم نفسها مغربيا وعربيا وكونيا، ولهذا، فان انعقاد المؤتمر وإنجاحه مسؤولية مشتركة بين أعضاء المنظمة ومجموع النخب السياسية والثقافية والإعلامية والحقوقية، وأيضا الجهات العمومية التي يفترض أن تدعم الاتحاد في هذه المحطة اليوبيلية وتحرص على توفير الشروط المادية واللوجيستيكية اللازمة. مؤتمر اتحاد كتاب المغرب ينعقد بعد فترة من التجاذبات الداخلية عاشت المنظمة على إيقاعها في السنوات الأخيرة، ويحل أيضا ضمن سياقات سياسية مختلفة، خصوصا في المنطقة العربية، وهي تحولات أفرزت بلاشك أسئلة جوهرية على للأدباء والمثقفين ومجموع النخب الوطنية مواجهتها وتأملها والبحث لها عن أجوبة وعن منظومات تفكير، بغاية المساهمة والفعل في ديناميات مجتمعاتنا وشعوبنا. وفي نفس الوقت، فان مؤتمر اتحاد كتاب المغرب سيعيد إثارة الأسئلة المبدئية المرتبطة بالدفاع عن حرية الإبداع والفكر والتعبير والكتابة والنشر، وسيطرح من جديد أسئلة الكتاب وتداوله، وإشكاليات القراءة وضرورة دعمها، وهي كلها أسئلة لابد من الاستمرار في طرحها، وفي الدفاع عنها، لكنها هذه المرة تفرض نفسها في سياق سياسي وطني مختلف يتطلب من النخبة الثقافية والفكرية حسن قراءة تفاصيله وأسئلته ومستقبله، ومن ثم الإسهام في تقوية الانتباه واليقظة في المجتمع، وفي إعلاء قيم العقل والحرية والاختلاف. ومن المؤكد كذلك أن المؤتمر الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب ستحيط به أسئلة مستجدة أخرى ذات صلة بانشغالات الأجيال الجديدة من الكتاب والمبدعين، وأيضا بما يفرزه يوميا التطور التكنولوجي، بما في ذلك على مستوى فعل الكتابة والنشر والتداول والقيم، وهي قضايا لابد لمنظمة مثل اتحاد كتاب المغرب أن تحضن النقاشات بشأنها، وتطور فضاءات للتفاعل معها. ربما يثار لدى البعض اليوم نوعا من الحنين لاتحاد كتاب المغرب زمن العقود الماضية، ويبدأ في إجراء المقارنات غير المجدية بين المواقف والأشخاص والعلائق والشعارات، ولكن الأساس اليوم هو أن المغرب المعني بأسئلتنا كلها وبنضالنا كله هو مغرب اليوم، ومغرب الغد، وبالتالي سيكون من الخطورة بمكان أن يتزعم كتاب ومثقفون حملة جر الاتحاد والبلاد و...العقل إلى الخلف. الأهم هو في أسئلة وقتنا هذا، وفي انشغالات الحاضر والمستقبل... مؤتمر جديد في محطة جديدة، تلفه أسئلة مستجدة في سياق سياسي ومجتمعي جديد. نتمنى لصناع أذواقنا وأفكارنا النجاح. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته