دعا المشاركون في ندوة نظمت، مؤخرا بطانطان، حول موضوع «التراث اللامادي ودوره في تثمين المنتوجات المحلية» إلى جمع التراث الشفاهي الحساني وتوثيقه باعتباره إرثا إنسانيا. وطالبوا في هذه الندوة، التي نظمتها المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بكلميم السمارة بتنسيق مع عمالة طانطان في إطار فعاليات الدورة الثامنة لموسم طانطان، بالقيام بجرد منهجي شامل لمكونات هذا التراث حسب تقسيم مجالي ونوعي وشرح مضامينه والعمل على صيانته. ودعوا إلى تسليط الضوء على النصوص التراثية الشفاهية الحسانية وإظهار وظائفها المتباينة وإخضاع أي مبادرة عملية تروم دراسة هذا التراث لتقنيات وأساليب المنهج العلمي. وأكدوا، في هذا السياق، على ضرورة إدماج المحيط السوسيو-ثقافي في عملية تشخيص وجرد هذا التراث وإشراك التلاميذ والطلبة وفعاليات المجتمع المدني من خلال مدهم ببطاقات تعريفية مبسطة لتحسيسهم بأهمية هذا التراث قصد المساهمة في صيانته وتثمينه باعتباره رافدا للهوية المحلية ودرعا واقيا ضد التنميط الثقافي الناجم عن زحف العولمة. ودعوا إلى إحداث مركز علمي يتولى عملية تفسير هذا التراث وادماج وسائط الاتصال والتكنولوجيات الحديثة في التعريف به وتثمين مكوناته واستثمار البحوث العلمية التي تتناوله. وخلص المشاركون في هذه الندوة إلى أن تدوين هذا التراث، الذي يشمل، على الخصوص، التراث الشفاهي والفنون الفرجوية والمناسبات الاحتفالية والطقوس والمعارف والمهارات المتعلقة بالصناعة التقليدية، أضحى ضرورة ملحة للإسهام في تحويل الخطاب التراثي من التداول الشفاهي إلى التلقي المكتوب والمصور ليساهم في خلق دينامية تنموية تنخرط في خصوصية المجال بالمنطقة.