قررت الحكومة المستقلة في الأندلس (جنوبإسبانيا) دعم مشروع مغربي إسباني للتعاون اللوجستيكي بين ضفتي مضيق جبل طارق من أجل تحويل هذه المنطقة إلى أرضية لوجستيكية رائدة على الصعيد العالمي ومحور أساسي للتنمية الاقتصادية في جنوبإسبانيا وشمال المغرب. وأفاد بلاغ للحكومة الأندلسية بأن الإدارة الأندلسية المكلفة بالبنيات التحتية العمومية والإسكان (وزارة) توصلت إلى اتفاق مع المقاولين والمتعهدين ووكلاء اللوجستيك المغاربة لوضع استراتيجية للتعاون المشترك من أجل تعزيز نقل البضائع في مضيق جبل طارق لتعزيز دوره الجيوستراتيجي كأرضية دولية. وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذه الإستراتيجية للتعاون المشترك تحظى بدعم غرفتي التجارة في طنجة وتطوان والجمعية المغربية للوجستيك والجمعية المغربية للنقل البري الدولي وسلطة ميناء خليج الجزيرة الخضراء وغرفة التجارة الإسبانية في طنجة وغرفة التجارة بالجزيرة الخضراء وفيدرالية رجال الأعمال بالجزيرة الخضراء. وأبرز البلاغ أنه بالإضافة إلى تعزيز قدرات حركة شحن البضائع عبر مضيق جبل طارق تتوخى هذه الإستراتجية أيضا تشجيع المبادرات الهادفة إلى خلق مناصب الشغل في قطاع الخدمات اللوجستيكية والنقل. وكان اتفاق للتعاون في مجال النقل واللوجيستيك بين ضفتي مضيق جبل طارق قد تم توقيعه الشهر الماضي بمدينة الجزيرة الخضراء بين السلطة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء وممثلي النسيج الاجتماعي والاقتصادي بشمال المغرب وجنوبإسبانيا. وتم التوقيع في هذا الإطار على اتفاق بشأن إحداث شبكة مغربية إسبانية للفاعلين في قطاع النقل واللوجستيك ووكلاء الدعم من أجل إنشاء منصة للوجستيك بمضيق جبل طارق يتوخى بالخصوص الترويج للخط البحري الرابط بين ميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط لدى المنتجين والمصدرين وشركات خدمات النقل واللوجستيك بكلا الجانبين وتنظيم بعثات للترويج المباشر لفائدة أعضاء الشبكة وتوطيد التعاون بين الفاعلين في قطاع النقل واللوجيستيك ووكلاء الدعم في شمال المغرب وجنوبإسبانيا. وحسب موقعي هذا الاتفاق فإن مضيق جبل طارق يتوفر على جميع الشروط اللازمة ليصبح منصة لوجستيكية من الدرجة الأولى وركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي في ضفتي مضيق جبل طارق. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاستفادة القصوى من هذه المؤهلات من خلال عمليات النقل واللوجستيك ستعزز التنمية الاقتصادية سواء في شمال المغرب أو في الأندلس. وأبرزت أن هذا الاتفاق سيساهم بشكل أكيد في جعل مضيق جبل طارق محورا أساسيا لتبادل السلع على الصعيد العالمي من خلال الربط البحري بين ميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط. وحسب السلطة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء فإن 170 ألف شاحنة لنقل السلع (تير) عبرت سنة 2011 مضيق جبل طارق عبر هذا الخط البحري وذلك بارتفاع بلغت نسبته 18 في المائة مقارنة مع سنة 2010.