بينالي مراكش الدولي يختتم نسخته الرابعة بعد خمسة أيام من الموسيقى والأدب والسينما والتشكيل اختتم ليلة الأحد الأخير بينالي مراكش الدولي في نسخته الرابعة التي عرفت هذه السنة تنوعا وغنى من حيث الموضوعات التي تم تناولها خلال الندوات، ومن حيث أنواع الفنون المشاركة، إذ انفتحت هذه الدورة أيضا على النحت والتصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية والرقمية. وقد شارك في تنشيط فعاليات هذا البينالي عشرات الفنانين من مختلف الجنسيات، فعلى مستوى الفكر والأدب التقى جمهور مراكش في ندوة بعنوان «نصائح القراءة» مع البريطاني جيف داير والفرنسي كاميل دو تاليدو وعلي بن مخلوف أحد المفكرين المغاربة الذين يكتبون باللغة الفرنسية. وقد خصت ندوة أخرى للكاتب النيجيري بن أوكري الذي حاز جائزة البوكر في الرواية سنة 1991، هذا الأخير بدا حالما، اختار أن يقرأ نصوصا شعرية، ودافع خلال الندوة المخصصة له عن إيمانه بأن الأدب لا يزال قادرا على التأثير في العالم، وأن كتّاب اللحظة الراهنة لازال بإمكانهم الكتابة عن أشياء جديدة تظهر باستمرار لم يُكتب عنها من قبل. كما خُصصت جلسة للكاتبة المغربية لطيفة باقا التي فتحت النقاش حول العديد من النقط، من بينها هيمنة القصة القصيرة على المشهد الثقافي بالمغرب، إضافة إلى إشكالات الأدب النسائي، واعتبرت لطيفة أن الكتابة بالنسبة لها هي امتداد لما تحمله من أفكار وتصورات تخص حاضر ومستقبل المرأة العربية. من بين الأنشطة التي تهم السينما اللقاء المخصص لفوزي بنسعيدي أحد أهم المخرجين المغاربة، تحدث فيه عن أعماله الجديدة وعن تطلعات السينما المغربية، بالإضافة إلى عرض فيلم «أسطورة الريغي» عن حياة بوب مارلي لمخرجه كيفن ماكدونالد، وفيلم نرجس النجار للمخرجة المغربية التي تثير الكثير من الجدل داخل الأوساط الفنية بسبب طبيعة وقيمة الأفلام التي تخرجها. وقد عرف البينالي أنشطة عديدة من بينها معرض كبير عن الأطلس، ومعرض صور للربيع العربي، إضافة إلى معارض أخرى للخزف والنسيج والتحف النادرة، ولقاءات حول الهويات الفنية في إفريقيا والشرق الأوسط، والهندسة المعمارية، شارك فيها وفي غيرها من الفعاليات فنانون ومثقفون من جنسيات مختلفة كالنحات الايسلندي فينبورجي بوتيرسون والفنان الروسي ألكسندر بونوماريف والإعلامي المغربي ادريس كسيكس والفنان السعودي حمزة صرافي وآلان ينتوب المدير الفني للبي بي سي والاعلامية البريطانية روبي فاكس والنحات الصيني لونغ شي والفنان الكاميروني باسكال مارتين وغيرهم. وتَعتبر فانيسا برانسون مديرة البينالي أن الهدف الأساسي من هذه التظاهرة هو مدّ الجسور بين الثقافات عبر العالم، والانفتاح على الفن المعاصر، مؤكدة أن بينالي مراكش هو بمثابة مهرجان من الأفكار الإبداعية المعاصرة. توزعت الفعاليات على عدة فضاءات كالمسرح الملكي والمعهد الفرنسي وفضاء الكتبية وعدد من رياضات المدينة الحمراء، كدار المامون التاريخية، ورياض الفن الذي يعود إلى القرن السابع عشر، حيث المعمار المغربي الذي يسم معظم المآثر التاريخية في مراكش، عاصمة المرابطين والموحدين والسعديين، وأحد أهم المدن السياحية في العالم. الانجليزية في بينالي مراكش هي اللغة الأولى للتواصل على غير عادة التظاهرت الثقافية التي اعتادت التواصل في اللقاءات الدولية بالفرنسية، غير أن ندوات البينالي قد تمت تغطيتها بخدمات الترجمة الفورية لعدد من اللغات. يبدو أن بينالي مراكش الدولي بدأ يعرف طريقه نحو الشهرة بالتدريج، فقد استقطب عددا كبيرا من المستشهرين خلال هذه الدورة، لكنه مطالب بمزيد من الانفتاح على الثقافة العربية والمتوسطية.