دعا المشاركون في ندوة نظمت، يوم الأربعاء الماضي بمراكش، حول «الهويات الفنية بإفريقيا والشرق الأوسط»، إلى الحفاظ وتعزيز هذه الهويات في شموليتها للنهوض بالفن بهذه الدول والتعريف به. وأضافوا خلال هذا اللقاء، الذي نظم في إطار المعرض الشتوي للمدينة الحمراء «بينالي مراكش» في دورته الرابعة (29 فبراير الجاري ورابع مارس المقبل) أن تثمين هذه الهويات رهين بالفنانين أنفسهم، وذلك من خلال نقلها إلى العالم الآخر وتربية الجيل الصاعد على جميع أوجه الفنون ومد جسور التواصل بين الفن الأصيل والمعاصر. وبعد أن أبرزوا المؤهلات الفنية والثقافية المحلية التي تزخر بها الدول الإفريقية والشرق الأوسط، شددوا على أهمية توجيه هذه الفنون وعرضها للعموم من خلال مختلف أجهزة التواصل (الإعلام، المعارض والأنترنيت...) داخل وخارج الوطن، وذلك بغية التعريف بها وفتح قنوات جديدة للتحاور فيها ومناقشتها بين الفنانين وعموم المواطنين. ودعوا، في هذا السياق، السلطات العمومية والقائمين على الشأن الفني والثقافي، إلى الانخراط الفعلي في التعريف وتشجيع الأنشطة الفنية والثقافية المحلية بهذه الدول، مشيرين إلى أن الجيل الجديد من الفنانين والعارضين والمثقفين تكونت لديهم نظرة متحررة من المضمون الاستشراقي في عالم الفن ولم يعد هذا الفن يهيمن على الساحة الدولية. وأكدوا أن تثمين الهويات الفنية بهذه الدول يقتضي من الفنانين النهل من الحضارة المحلية وإدماج البعد الفني المحلي واستعمال مختلف الرموز والأدوات المحلية أثناء إنجازهم لعمل فني، معتبرين أن الهوية الفنية والثقافية تهم المجموعات وليس الأفراد وأن الفنان هو المسؤول الأول على الهوية الفنية ومجال نشرها عبر العالم الآخر. تجدر الإشارة إلى أن «بينالي مراكش» تظاهرة ثقافية وفنية تتوخى إنعاش مختلف أوجه الفن المعاصر بالمغرب، ومناسبة للالتقاء وتبادل الأفكار بين الفنانين والأدباء ومقتني التحف وهواة فن الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية والرقمية، المغاربة والأجانب فضلا عن كونه يعد فرصة لتسليط الضوء على مدى غنى وأهمية الفن المعاصر وفن الهندسة المعمارية المغربية، وجسرا للتواصل مع العالم الآخر وثقافته. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، التي تعرف مشاركة مكثفة من الأروقة والفنانين والمفكرين من مختلف بقاع العالم تنظيم موائد أدبية مستديرة وندوات وورشات عمل موضوعاتية، ومعارض للفن المعاصر ستخصص للأروقة وجامعي التحف النادرة ستفتح في وجه عموم المواطنين بكل من عرصة مولاي عبد السلام وساحة الكتبية وبنك المغرب والمسرح الملكي و»دار المامون» في حين ستقدم الأفلام والإنتاجات البصرية بكل من «رياض الفن» والمدرسة العليا للفنون البصرية.