بمبادرة من جمعية «رحل العالم»، تحتضن محاميد الغزلان (90 كلم شرق زاكورة) في الفترة ما بين 8 و10 مارس المقبل المهرجان الدولي للرحل، الذي أصبح تقليدا سنويا لدى رحل جنوب شرق المغرب ورحل العالم عموما. ومن المنتظر أن يشكل هذا الحدث الثقافي والاحتفالي المنظم تحت شعار «المنتجات المحلية والصناعة التقليدية المغربية» فرصة لإبراز وجهة درعة ومؤهلاتها الطبيعية والانسانية والثقافية والسياحية. وتتمثل الأهداف الرئيسية للمهرجان، حسب المنظمين، في تقديم وجوه هذه الثقافة التقليدية والشعبية كتعبير حي عن التراث المادي والمعنوي للرحل، وإرث أسلافهم، الذي يشكل ثروة يتعين حمايتها، ونقلها إلى الأجيال القادمة وتثمينها. ومن أجل تسليط الضوء على هذا التراث، يعتزم المهرجان من خلال معرض كبير، توفير مساحة لمختلف المنتجين من أجل عرض منتجاتهم المحلية، وذلك بهدف البحث عن المزيد من فرص التسوي. ويتعلق الأمر بالبحث عن سبل للمساعدة على تطوير هذه المنتجات، وتمكينها من الحصول على صورة متميزة تتناسب مع جودتها. إن هدف المهرجان في هذا الاطار يتمثل في الحفاظ على خبرات ومهن مهددة بالانقراض. ويتضمن برنامج المهرجان محاضرات ومناقشات وورشات مختلفة (ورشات ذواقية، تجارية،الخ...)، وإعداد «ميلا» خبز الرمال، واستعراضات رياضية مع هوكي الرحل، وسباق الهجن التقليدي. كما يحضر البعد العلمي من خلال مشاركة النادي العلمي والثقافي التابع لكلية ابن زهر بأكادير، في ورشة مخصصة لقراءة حالة السماء بالعين المجردة أو بمساعدة التلسكوبات وكذا معرض للنيازك التي تعتبر إرثا وطنيا علميا للمغرب. وستحضر أيضا الموسيقى بشكل مكثف في برنامج الدورة من خلال مشاركة فنانين من آفاق مختلفة وعوالم موسيقية متعددة (السنغال، النيجر، الجزائر، إسبانيا، فرنسا، المغرب) حيث من المنتظر أن يساهموا في إثراء البرنامج. وهكذا سيكون الحضور على موعد مع أغاني متنوعة ترافق الحياة اليومية للرحل? متفاعلة مع إيقاعات قديمة ذات لمسة دينية وحسية. ويتضمن البرنامج أنشطة أخرى تسلط الضوء على تنوع وثراء هذه الثقافة وكذا على خبرة الرحل بمحاميد الغزلان وأماكن أخرى. كما تشكل هذه التظاهرة الثقافية والسوسيو اقتصادية والسياحية المنظمة بدعم من إقليم زاكورة، ودار الصناعة ومؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، والعمران، ومؤسسات أخرى، نقطة انطلاق رحلات ثقافية كبيرة نحو أماكن من قبيل القصبات السبع، وموقع فم تيدري أحد أكبر المقابر ب»تيميلي» المعروف ليس فقط في المغرب بل في جميع أنحاء المغرب العربي، أو جولات في الصحراء بواسطة سيارات رباعية الدفع أو عبر الجمال.