المسرح هو مقياس درجة وعي وتسامح الشعوب تتحدث المخرجة المسرحية نعيمة زيطان في هذا الحوار عن ظروف نشأة فرقة أكواريوم ومشاريعها وأهدافها، كما توضح موقفها من عدة قضايا ذات الصلة بأب الفنون. * كيف ترين الساحة المسرحية المغربية اليوم؟ - الساحة المسرحية تحاول جمع شتاتها من جديد، بعد التراجعات التي أحدثها الوزير السابق بن سالم حميش، لقد حكم علينا بسنة بيضاء مسرحيا نظرا لسياسته الفاشلة، مثلما فعل مع الكتاب و الشعر و غيرهما.. الآن نحاول من جديد إيجاد الإيقاع المناسب للاشتغال. * يجسد مسرح «أكواريوم» ما يمكن أن نسميه «بمسرح القرب»، حدثينا عن هذه الفرقة، وعن طرق اشتغالها؟ - أول شيء يمكن استنتاجه من خلال فرقة مسرح الأكواريوم، هو تواجدها في حي شعبي، وهذا اختيار ليس بالهين، ومن ثمة فإن الشريحة الاجتماعية التي نشتغل معها هي ساكنة حي العكاري و ماجاورها. سياسة القرب عندنا تنطلق من الذهاب إلى فئات لا علاقة لها بالفن، نحاول تحقيق تواصل فني مع الأطفال من خلال ورشات المسرح والحكاية والرسم، ثم مع النساء في وضعية صعبة بتنسيق مع بعض الجمعيات ومراكز الاستماع وكذا مع الشباب من خلال ورشة تقنيات الإنارة وورشة المسرح، إلى جانب العروض المسرحية التي نقدمها للجمهور عامة. سياسة القرب في نظرنا، هي محاولة الاندماج مع مختلف الشرائح الاجتماعية التي لها رغبة معلنة للتعلم والاستفادة، والتي لم تتح لها فرصة الذهاب للمسارح. من جهة أخرى أريد إثارة انتباهكم إلى الجولات التي نقوم بها، فإلى جانب المدن الكبرى نتوجه أيضا إلى القرى والمناطق النائية، والسجون، والمستشفيات والأسواق الشعبية حيث نقدم عروضنا. الفرقة إذن لها اختياراتها الفنية المرتبطة بتوجه فكري يرمي إلى معالجة القضايا الحساسة مسرحيا، ولها استراتيجيتها التواصلية. * ماذا يعني المسرح للمخرجة نعيمة زيطان؟ وما هي الأمور التي أثرت في حياتك لتحرك في وجدانك عشق أبي الفنون؟ - المسرح مهنتي وهوايتي، لا أتخيل نفسي أمتهن حرفة لا صلة لها بالإبداع. من خلاله أتصالح مع نفسي ومع الآخر. تعلمت من المسرح أشياء كثيرة، أولها تقبل الاختلاف، والتسامح. ساهم في كل ذلك المسرح المدرسي والجمعيات التي انخرطت فيها، وأنا بعد تلميذة في مدينة شفشاون، الصديقات والأصدقاء ثم القراءات، والملتقيات التي حضرتها أو ساهمت فيها. ليس من حقي أن أغفل الجو العائلي المتفتح الذي لم يعارض قط اختياري. * يقول المخرج الايطالي الشهير «فرانكو زفيرللي: «عندما يكون لدينا مسرح نمتلك القدرة على تغيير العالم»، هل تتفقين مع هذه الرؤية؟ - المسرح وحده لا يغير العالم، لكنه يساهم في التغيير، مثله مثل باقي الفنون. على ألا نسقط في الرداءة والابتذال. المسرح هو المقياس الذي نقيس به درجة وعي و تسامح الشعوب، من خلال الجمهور الذي نستقبله ويستقبلنا والذي قد يقدر بالآلاف. المسرح ضروري للحياة، حين يتكون لدينا هذا الوعي، سنعرف آنذاك أننا في الطريق الصحيح، و أن الرغيف وحده لا يكفي. * ماهي الرسائل التي تبتغين بعثها عبر مسرح» أكواريوم» لأبناء مجتمعك؟ - المساواة بين الجنسين ونشر ثقافة النوع والتنديد بكل أشكال التمييز، خاصة فيما يتعلق بالمرأة والأقليات والإيمان بالحريات، بالإبداع، بالحقوق والواجبات. كل ذلك من خلال أعمال فنية تتطرق لمواضيع مسكوت عنها.