شاعر كبير ورائد فذ من رواد الثقافة المغربية المعاصرة وجه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله رسالة تهنئة إلى الشاعر المغربي إدريس الملياني عقب توشيح هذا الأخير بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، بالنظر إلى ما قدمه هذا الشاعر الفذ ومنذ عقود للقصيدة الشعرية وللثقافة، وإسهاماته في إثراء الكتابة الشعرية المغربية منذ ستينيات القرن الماضي، وجاء في رسالة التهنئة التي ننشر في ما يلي نص ما جاء فيها : «كم هو رائع أيها الحكيم أن تشملك الالتفاتة الملكية السامية بالتكريم، تتويجا للحب والرعاية والإحتضان الذي يخصك به جمهورك العريض عبر أرجاء الوطن.» وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر إدريس الملياني من مواليد مدينة فاس سنة 1945. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدينة الدارالبيضاء. ثم التحق بجامعة دمشق لمتابعة دراسته الجامعية. حاصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس. درس اللغة الروسية والأدب الروسي بموسكو. يعمل بسلك التدريس بمدينة الدارالبيضاء منذ عام 1970. عمل محررا ومشرفا على جريدة البيان الثقافي. أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية رواد القلم. دواوينه الشعرية: للناس الطيبين ( مشترك) 1967 في مدار الشمس رغم النفي 1974 في ضيافة الحريق 1994 زهرة الثلج 1998 حدادا علي 2000 مغارة الريح 2001 تانيرت ألواح أمازيغية 2005 بملء الصوت 2005 وقد تميزت أشعار إدريس الملياني، حسب العديد من النقاد، على الدوام بأشكالها الإيقاعية ونصوصها ذات النفس المجازي، علاوة على طابعها التأويلي ومقارباتها التحليلية، ويدعو الملياني -في سفره الإبداعي- عشاق الكلمة الشعرية، إلى الإبحار في عالم من الإيقاع الموضوع في إطار لغة متكاملة ذات بعد إنساني، حيث الصور الشعرية تنحو صوب العشق والتسامح. ويعتبر إدريس الملياني أيضا من الشعراء القلائل الذين اشتغلوا كثيرا على اللغة الشعرية لكي تكون سهلة وفي متناول الجميع. ويعرف إدريس الملياني شعره بكونه بالأساس سفر روحي، وهو كذلك وسيلة للتصدي للقسوة والإهانة، مع التغني بالوطن والعشق بمعناه الإنساني. إلى الأستاذ الفاضل إدريس الملياني تحية طيبة، وبعد، للإنصاف مذاق الإرتياح، خصوصا حينما تم الإنعام عليك بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، بمبادرة ملكية تختزل كل آيات الإعتراف بشاعر كبير ورائد فذ من رواد الثقافة المغربية المعاصرة. إدريس الملياني الصوت المتفرد البعيد عن جلبة الضوء وحمى التهافت، الوديع العميق المفعم بالحياة، إدريس الملياني جبل الثلج والرؤى المخملية، ليدوب في الفقراء والمستضعفين ويصنع الأحلام الجميلة رغم ضيافات الحريق... لا تخيفه العتمات ولا المغارات، ولا تثني عزمه النتوءات الشريدة.. إدريس الملياني الذي يأتينا أخيرا مرتديا ألوان الربيع، حاملا فرحه بين يديه، ينثره على جموع العالمين من أحبابه ورفاقه وأناسه الطيبين. كم هو رائع أيها الرفيق أن ينصفك المغرب الذي يسكنك بعد طول انتظار، وكم هو رائع أيها الحكيم أن تشملك الالتفاتة الملكية السامية بالتكريم، تتويجا للحب والرعاية والإحتضان الذي يخصك به جمهورك العريض عبر أرجاء الوطن. أخيرا تأتي إليك الالتفاتة بكامل اقتناعاتها وبكامل إنصافها وبأجمل ما خطت يداك على ملامحنا وعلى تضاريس هذا الوطن الذي أعطيته منك ومن فكرك ورؤاك. فدم شامخا تتلوك أزمنة الكتاب في زمن المغرب الحر الأبي، تؤسس فيه للعشق الأرجواني وللحداثة الشعرية الأصيلة. مع صادق مودتي وعظيم اعتزازي بك شاعرا متألقا على الدوام.