رحل الشاعر التركي تورغول تانيول بزوار معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب والنشر الى عوالم الدهشة بحضوره الساحر وموهبته الإبداعية المثيرة. بنظرة هادئة وفرنسية متقنة، حيا الشاعر التركي زوارا أتوا لاكتشاف عالم أدبي فريد ومغاير، يصنعه تزاوج ممتع بين الطابع الموسيقي للغة والصور المغرقة في الرومانسية، التي تجعل من تانيول أحد كبار رموز الأدب التركي المعاصر. يقول تانيول «إنني أبحث دائما عن البساطة في أشعاري. لكتابة قصائد يتعين بلوغ سن معينة، ومن أجل فهمها ينبغي انتظار سن آخر». ثمة حضور طاغ لعناصر الطبيعة في قصائد تورغول تانيول، الذي يعد أحد أعلام القصيدة التركية في ثمانينيات القرن الماضي. مياه، وديان، أمطار، بحار، جبال وسماء... كلمات تحضر بكل ثقلها في أشعار تانيول وتمنحه وسائل التعبير عن حالاته وانفعالاته وعواطفه. عن توتر كتابة القصيدة، يكشف تانيول «لا ألح على كتابة القصيدة . أنا أنتظرها»، على خطى الشاعر الفرنسي الكلاسيكي شارل بودلير. ويفضي لوكالة المغرب العربي للأنباء هذا الأديب المنحدر من الأناضول، مهد الشعراء الكبار من أمثال ناظم حكمت ويحيى كمال، أنه لا يختار موضوعا محددا لقصيدته، باستثناء مجموعته الأخيرة التي خصصها للتأمل في حياته وبعض من أحبائه وأمه. يضيف تانيول، وهو أيضا باحث في السوسيولوجيا بجامعة مرمرة باسطنبول، متحدثا عن غرابة الإلهام الشعري: «قد أكتب قصيدة في 15 دقيقة . وقد أفعل ذلك في سنوات». يبدي الشاعر التركي أسفه لعدم ترجمة أشعاره إلى اللغة العربية، كما يتساءل عن سر عدم منح مواطنه ناظم حكمت جائزة نوبل للآداب. وعن العلاقة مع المجال الثقافي العربي، يأسف لضعف التواصل بين الأدباء العرب والأتراك. ولد تورغول تانيول عام 1953 باسطنبول. أصدر عدة دواوين من بينها «امسكوا النهار بأيديكم» و «متاهات غشت» و»صورة الفينيق في الماء»، وهو أيضا مؤسس ومدير المهرجان الدولي للشعر باسطنبول.