السينما على موعد هذا العام مع فيلمين لأميرتين شغلتا العالم بسحرهما وأخيراً بمصرعهما في ميتتين متشابهتين وتحديداً في حادثتي سيارة حوّلتا سيرة كل منهما الى تراجيديا حقيقية: إنهما الأميرة ديانا البريطانية زوجة الأمير تشارلز والأميرة غريس دوموناكو. فالممثلة الأسترالية ناومي واتس ستلعب دور «أميرة الشعب» الليدي ديانا سبنسر التي تحوّلت حياتها بين ليلة وضحاها تماماً كما يحصل في قصص الأطفال الخيالية، فانتقلت من حياة المراهقة الشابة العاملة في حضانة للأطفال الى حياة القصور الملكية مع مصير مجهول كان يترصّدها وألقى عليها أخيراً سواده فانطفأت وهي في منتصف الثلاثينات تقريباً تاركة وراءها قصة حياة أسطورية لم تنته فصولها بعد. غير أن مخرج الفيلم أولير هيرشبيغل الذي استشهد أخيراً بفيلمه «السقوط»، أراد أن يقدّم في الفيلم السنتين الأخيرتين من حياتها (1995 1997) حين انطلقت بكثافة في الحركات الإنسانية والمساعدات وأيضاً في علاقتها بالدكتور حسنت خان، الشاب الباكستاني وطبيب القلب الذي يبدو أنه كان حب الليدي ديانا الحقيقي والعميق والذي لم يُكتب له أن يستمر. وستقوم بإنتاج الفيلم وعنوانه «كوت إن فلايت» شركة «إيكوس فيلمز» ويبدأ التصوير في وقت قريب وقد لخّص المخرج فكرة الفيلم بالآتي: «إنه بكل بساطة قصة حب قوية بين أميرة مسجونة في قصرها ورجل عاديّ...». غريس موناكو أما فيلم «غريس دوموناكو» فسيكون من توقيع المخرج أوليييه داهان وهو اختار أن يركز على نقطتين أساسيتين في حياتها: مسيرتها الفنية الهوليوودية وزواجها من الأمير رينيه أمير موناكو. ويقوم بإنتاج الفيلم بيار آنج لو بوغام بالاشتراك مع لوك بيسوّن وستلعب الدور الممثلة ماريون كوتيّار، ما يعني أنها التركيبة عينها لفيلم «إديث بياف» الذي أدّته كوتيّار بإبداع. ويركز المخرج على حقبة معيّنة من حياة الأميرة غريس انطلاقاً من سنة 1962 حين أصدر الرئيس الفرنسي حينذاك شارل ديغول أمراً لإمارة موناكو بوجوب أن تعيد الإمارة النظر في سياستها المالية والضريبية. في تلك المرحلة، كانت الأميرة غريس قد قررت اعتزال الفن والتخلي عن نجوميتها في السينما بعد أن حصدت شهرة هائلة الى جانب المخرج هيتشكوك بشكل خاص وصممت التركيز على واجباتها العائلية والملكية فساهمت بشكل كبير في مساعدة الإمارة على ترتيب أوضاعها الجديدة. وإذا كان فيلم «الأميرة غريس» سيكون هادئاً في ناحية الحقبة التي سيقدمها من حياتها، فإن فيلم «الأميرة ديانا» سيثير جدلاً، ولا شك، في بريطانيا ليضاف الى سلسلة الفضائح التي طاولت حياة الأميرة التي دفعت عرشاً بكامله من أجل حياتها العاطفية كما دفعت حياتها ثمناً لمنطق القلب.