اختتم أول أمس السبت بمدينة سلا (موكب الشموع) لسيدي عبد الله بن حسون ٬ احتفاء بمولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم٬ تحت شعار «مغرب المجد الأثيل والتراث الحضاري الأصيل». وتضمن حفل الاختتام إقامة ليلة صوفية للسماع والمديح والموسيقى الأندلسية والحضرة الحسونية والعيساوية والكناوية٬ احتضنتها القاعة الكبرى لعمالة سلا بتنسيق مع وزارة الثقافة وعمالة سلا. وفي كلمة بالمناسبة٬ أكد عبد المجيد الحسوني٬ نقيب الشرفاء الحسونيين٬ على ضرورة تعميق الوعي التراثي بين الجماهير وإشاعته في المجتمع المغربي وتقوية الصلة بين المواطن وتراثه ليقوم عن قناعة بصيانته والمحافظة عليه٬ مبرزا أن الزاوية الحسونية تساهم في الجهود الوطنية الهادفة إلى نشر الوعي بأهمية المحافظة على التراث والموروث الثقافي والطبيعي خدمة للأجيال القادمة. وكان (موكب الشموع) قد انطلق٬ السبت الماضي بسلا٬ مفتتحا موسم الشموع لسيدي عبد الله بن حسون. وقد دأبت مدينة سلا على الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة بتنظيم هذا الموسم٬ حيث يتم تعليق الشموع بضريح الولي سيدي عبد الله بن حسون عشية ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم٬ والتي تنقل قبل حلول الذكرى إلى مقر صانعها (بلكبير) من أجل صناعتها من جديد. ويعود أصل «موكب الشموع» إلى عهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي الذي تأثر٬ خلال زيارته إلى إسطنبول٬ بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف٬ فأعجب خاصة باستعراض الشموع. وتضمن برنامج هذا الموسم تدشين معارض بخزانة المسجد الأعظم (معرض الكتاب الإسلامي-وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية) ومعرض للفن الفوتوغرافي «نظرة بلادي» لحمزة محيمدات٬ وتنظيم حفل تقليدي «رقصة الشمعة» على نغمات الموسيقى الأندلسية شارك فيه نخبة من موسيقيي الآلة ينتمون لعدد من الحواضر المغربية ٬ وإيقاد الشموع على نغمات المسموع٬ فضلا عن توزيع الجوائز على الفائزين.