رأت السلطة الفلسطينية أن رزمة إجراءات الثقة التي اقترحها على إسرائيل موفد اللجنة الرباعية للسلام توني بلير «غير كافية» لاستئناف اللقاءات الاستكشافية بين الجانبين في عمان. وصرح عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ لإذاعة صوت فلسطين أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد خلال اجتماعه مع المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل مساء الأربعاء أن «الرزمة غير كافية ولا تفي بالغرض لإعادة مواصلة الجولات الاستكشافية التفاوضية في عمان». ووصف الشيخ رزمة الإجراءات المقترحة بأنها «تافهة جدا». وكان مصدر قريب من المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين صرح مطلع فبراير أن موفد اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط اقترح رزمة إجراءات ثقة على إسرائيل تجاه الفلسطينيين، على أمل تسهيل العودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين. وتقضي الإجراءات التي اقترحها بلير «بالسماح بفتح عدد محدود من مكاتب الشرطة الفلسطينية في المناطق (ب)» التي تخضع بموجب اتفاق أوسلو لسيطرة أمنية فلسطينية إسرائيلية مشتركة، مع إعطاء السلطات المدنية بشكل كامل للجانب الفلسطيني. كما تنص على «تسهيل حرية الحركة للفلسطينيين في منطقة غور الأردن وتحديدا على عدد من الحواجز العسكرية ومنح خمسة تصريح عمل إضافي للعمال الفلسطينيين داخل إسرائيل وتحويل مكان إقامة 2300 فلسطيني من قطاع غزة إلى الضفة الغربية ومنح 2500 حالة جمع شمل لعائلات فلسطينية أي أن يصبحوا حاملين لهويات إقامة فلسطينية دائمة في الأراضي الفلسطينية». وتتضمن هذه الرزمة أيضا «موافقة إسرائيل على استخدام البريد الفلسطيني عبر الأردن والسماح بتصدير منتجات النسيج والأثاث من قطاع غزة إلى الضفة الغربية والسماح بنقل خمسين مليون شيكل إلى البنوك في قطاع غزة». ويفترض أن تطبق هذه الإجراءات «فورا» حسب اقتراح بلير. أما الإجراءات الأخرى «فتطبق في شهر مارس المقبل». وعقدت في الأسابيع القليلة الماضية سلسلة لقاءات «استكشافية» بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على أمل استئناف المفاوضات الرسمية بين الجانبين المتوقفة منذ سبتمبر 2010. إلا أن هذه المحادثات لم تحقق أي تقدم ويؤكد الفلسطينيون أنهم يبحثون في «خيارات أخرى» للمرحلة المقبلة. من جهة أخرى، يترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعا طارئا للقيادة الفلسطينية في رام الله الخميس يحضره أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء مركزية فتح والأمناء العامين لفصائل المنظمة. وقال عباس في بداية اللقاء إن «هذا الاجتماع الطارئ والسريع للقيادة الفلسطينية ككل (هو) من اجل متابعة ما جرى ويجري على الساحة الفلسطينية فيما يتعلق بمسيرة المباحثات الاستكشافية التي تمت في عمان برعاية أردنية مشكورة».