دعا المغرب أول أمس الثلاثاء بجنيف، إلى اعتماد مقاربة خلاقة تتماشى مع التحديات الأمنية للقرن الحادي والعشرين بهدف تكريس مهمة مؤتمر نزع السلاح المتمثلة في التفاوض بشأن الاليات الدولية لنزع السلاح. وأكد السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف عمر هلال، في كلمة له خلال نقاش عام في مؤتمر نزع السلاح، أن «المملكة المغربية تعتبر أن نقاشات السنتين الأخيرتين خلال مؤتمر نزع السلاح كانت تسير عكس الدينامية التي أحدثتها النداءات المتكررة ومبادرات الأمين العام للأمم المتحدة، وكذا الإعلانات والتدابير المتخذة من طرف القوى النووية الرئيسية». وذكر بلاغ للبعثة الدائمة للمملكة المغربية بجنيف أن هلال أبرز أن «الوقت قد حان بالنسبة لنا جميعا لتجاوز مرحلة النقاش العقيم حول منهجية عفا عنها الزمن، والتفكير بكيفية خلاقة ووفق مقاربة تتماشى مع التحديات الأمنية للقرن الحادي والعشرين، وذلك بهدف أن ننخرط بشكل كامل، في مهمتنا المتمثلة في التفاوض بشأن آليات نزع السلاح». ودعا هلال، في هذا الصدد، إلى إعطاء زخم جديد لمؤتمر نزع السلاح يرتكز على برنامج عمل مبسط كفيل بإعطاء دفعة إيجابية للمؤتمر على مستوى إحداث منطقة نموذجية خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأوضح الدبلوماسي المغربي أن إنعاش مؤتمر نزع السلاح، والذي يتعين أن ينسجم مع الفترة الراهنة وينسى ردود الأفعال المتوارثة عن الحرب الباردة، يمر بانفتاحه على المجتمع المدني والمؤسسات المتخصصة في قضايا نزع السلاح التي تقدم مساهمة لا محيد عنها في هذا المجال، مؤكدا أن الحاجة الملحة لاستئناف المفاوضات حول الآليات الدولية لنزع السلاح، خلال هذا المؤتمر، تمليها الظرفية الدولية الراهنة، والتي يطبعها اضطراب دولي غير مسبوق، والأزمة الاقتصادية والمالية التي أفرزت تداعيات كارثية، وأدت إلى استمرار الإرهاب. وحسب هلال «فإن هذه الهيئة حظيت بالثقة منذ أن أضحت موضوع نقاش جرى خلال اللجنة الأولى للدورة ال66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، غير أن الشكوك بدأت تنتاب بعض أعضائها بشأن صلاحيتها و مدى شرعيتها كمنتدى متعدد الأطراف وحيد للتفاوض بشأن الآليات القانونية لنزع السلاح. وأوضح، من جهة أخرى، أنه لتجاوز الخلافات حول مهام فرق العمل، يتعين تبسيط برنامج العمل قدر الإمكان والاقتصار على إحداث فريق عمل متخصص في المواد الانشطارية وفريق ثان يختص في الحيلولة دون سباق التسلح الخارجي وفريق ثالث حول الضمانات السلبية للسلامة، وآخر رابع حول نزع السلاح النووي. وأبرز هلال المساهمة الفعالة للمغرب في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة تهديدات الإرهاب النووي، خاصة من خلال تنظيم ندوة إقليمية بالرباط توخت تحسيس القارة الإفريقية بنتائج قمة واشنطن المخصصة للأمن النووي والمبادرة الشمولية لمحاربة الإرهاب النووي. واستعرض أيضا جهود المملكة المغربية والتزامها بمكافحة الاتجار غير المشروع في المواد النووية والإشعاعية التي توجت بانتخابها لتولي رئاسة فريق في إطار التحضير لعقد قمة المبادرة الشمولية لمكافحة الإرهاب النووي التي يرتقب أن تحتضنها سيول في شهر مارس المقبل.