مادلين أولبرايت: يتعين النظر إلى الشباب كفاعلين داخل مجتمعاتهم وليس فقط كمستهلكين عاديين أكد رئيس مبادرة شراكة «الولاياتالمتحدةالأمريكية-المغرب العربي» من أجل الفرص الاقتصادية (فرع المغرب)، عمر الشعبي أن الأحداث التي عرفها عدد من البلدان السنة الماضية في إطار ما يطلق عليه «الربيع العربي»، مكنت من خلق فرص مهمة للتنمية والازدهار. وأضاف في كلمة ألقاها، أول أمس الثلاثاء، بمراكش خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لندوة «الولاياتالمتحدةالأمريكية-المغرب العربي حول المقاولة»، أنه بالرغم من التحولات العميقة التي تعرفها المنطقة المغاربية «فإن كل شيء يبقى ممكنا بالنسبة لأصحاب المشاريع عندما يتم احترام تطلعاتهم وانتظاراتهم». وبعد أن ذكر بأن حدود البلدان المغاربية مفتوحة بفضل التطور التكنولوجي والرقمي، أوضح عمر الشعبي أن الشباب المقاول يعتبر محركا لكل تنمية يمكن أن تتحقق على المستوى المغاربي. وأبرز في هذا الصدد، الإمكانيات البشرية التي تزخر بها المنطقة المغاربية وقدرتها على دعم تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، مسجلا أن الشراكة الأمريكية- المغاربية من شأنها إعطاء دينامية جديدة بالمنطقة والمساهمة في إقلاعها الاقتصادي والاجتماعي. وبدورها أكدت وزيرة الشؤون الخارجية الأمريكية سابقا، مادلين أولبرايت، أنه يتعين النظر إلى الشباب كفاعلين داخل مجتمعاتهم وليس فقط كمستهلكين عاديين. ولاحظت أولبرايت، في تدخل لها خلال نفس الجلسة أن الانتفاضات الشعبية التي عرفتها بعض البلدان بالمنطقة تعكس تطلعات الشباب في التغيير والمزيد من الديمقراطية والكرامة. كما أكدت على ضرورة قيام الحكومات بالاستجابة الإيجابية لانتظارات المواطنين وإقامة شراكات مثمرة مع القطاع الخاص، مبرزة الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني باعتباره فاعلا أساسيا في الجهود التنموية والاقتصادية. وشددت مادلين أولبرايت على ضرورة العمل على تقليص الفوارق المجتمعية التي تشكل خطرا كبيرا، معتبرة أن لكل دولة الحق في التوفر على رؤية للنهوض بالحقوق ووضع النظام القانوني والمؤسساتي المناسب الذي يمكنها من استيعاب النمو وتشجيع المستثمرين. وأبرزت، في هذا الصدد، دور المقاولات في تحسين ظروف عيش الساكنة عبر خلق مشاريع هامة, مشددة على ضرورة العمل على تشجيع التكوين ليكون مناسبا مع حاجيات السوق العمل. من جهته، أكد المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب، أن الاستثمارات التي تقوم بها الدول في القطاع الاجتماعي غير كافية، ما يتعين على القطاع الخاص والشركات تحمل مسؤولياتها وإيلاء العناية بهذا المجال. وبعد أن أشار إلى أن الاستثمار في القطاع الاجتماعي من شأنه الرفع من تنافسية المقاولات، أبرز التراب أن المفهوم الجديد للقيم المشتركة أصبح جزء لا يتجزأ من المقاولات، مؤكدا أنه على الرغم من التشجيعات التي توفرها الدولة للقطاع الخاص، فإنها تبقى غير كافية، ما يتطلب وضع إطار قانوني يضمن للشركات استرداد مصاريفها الاستثمارية. من جانبه، أعطى كاتب الدولة المساعد في الشؤون الاقتصادية والطاقية والتجارية خوصي فيرنانديز، لمحة عن النتائج التي حققتها مبادرة شراكة «الولاياتالمتحدةالأمريكية-المغرب العربي» بعد سنة من تأسيسها، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تكتسي أهمية كبيرة بالنظر لكونها ستمكن الشباب المقاول من تحويل أحلامه إلى واقع ملموس. وأبرز أن هناك تطلع إلى إغناء هذه المبادرة عبر إحداث موقع افتراضي لتشجيع الشباب المقاول على التواصل في ما بينهم، والبحث على مصادر لتمويل المشاريع، والاستفادة من دورات تكوينية لتطوير المهارات وتعليم اللغات. ويشكل هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين حول موضوع «روح المقاولة المغاربية»، مناسبة للمقاولين بدول المغرب العربي ونظرائهم الأمريكيين، لتبادل الأفكار وربط علاقات شراكة وتعاون، علاوة على كونه يعد فرصة لرصد الآليات الناجعة الكفيلة بخلق مناصب شغل جديدة. وتهدف هذه التظاهرة، التي يشارك فيها حوالي 400 فاعل في مشاريع وبرامج تجارية مشتركة، إلى بلورة مشاريع وإقامة شراكات للأعمال بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلدان المغرب العربي، وتحسين المبادلات العابرة للحدود بين الدول المغاربية، وتشجيع تبادل الأفكار والتجارب في القطاعات المرتبطة بالمفهوم المقاولاتي وذلك بغية إنعاش التنمية بالمنطقة. وناقش المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمه برنامج «بارتنيرز فور إي نيو بيغينين لشراكة إفريقيا الشمالية للفرصة الاقتصادية»، آليات تمويل المقاولات الناشئة، فضلا عن التركيز على الوسائل الكفيلة بتسهيل احتضان المقاولات الكبرى للمشاريع المقدمة من قبل الشباب المقاول.