الجيش السوري الحر يدعو لتدويل الأزمة السورية «وبان» يحث بعثة المراقبين على مواصلة عملها دعا الجيش السوري الحر مجلس الأمن إلى إصدار قرار ضد نظام الرئيس بشار الأسد، يضع سوريا تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخدام القوة، في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة المجلس بتحرك لحل الأزمة، ووافقت هيئته على تدريب مراقبين عرب قبل توجهم إلى سوريا. في هذه الأثناء أعلن برلماني سوري انشقاقه عن النظام بعد أن وصل صحبة عائلته إلى مصر. وقال بيان للجيش السوري الحر إن على جامعة الدول العربية إحالة الملف السوري بأقصى سرعة إلى مجلس الأمن، كما دعا المجتمع الدولي إلى تبني ذلك حرصا على السلم الأهلي وفي ضوء فشل الجامعة العربية في وقف نزيف الدم في سوريا حسب ما جاء في البيان. كما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن على التحرك لحل الأزمة في سوريا، ودعا بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية هناك إلى مواصلة عملها. وقال بان خلال زيارة لأبوظبي إنه يأمل أن يتناول مجلس الأمن الوضع في سوريا «بطريقة متماسكة وبتقدير لخطورة الموقف»، مكررا دعوته المجلس في وقت سابق إلى التحدث «بصوت واحد» بشأن سوريا. وأضاف «لقد وصل عدد القتلى مرحلة غير مقبولة لا يمكننا معها أن نسمح باستمرار الوضع على هذا المنوال». وكرر دعوته الرئيس السوري إلى أن يضع حدا للقتل ويستمع إلى شعبه. من جهة ثانية، وفي الأممالمتحدة أيضا أعلن دبلوماسيون أن روسيا وزعت على شركائها في مجلس الأمن الدولي نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته حول سوريا. وهذا النص الذي يبدو أنه لا يغير في جوهر الموقف الروسي، سيبحث بعد ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء، حسبما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من أبوظبي أن اقتراح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بإرسال قوات عربية إلى سوريا «سيكون على جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب»، الأحد المقبل بالقاهرة. كما قال وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ردا على سؤال بشأن اقتراح إرسال قوات عربية إلى سوريا «نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤى والاستماع إلى اقتراحات بما فيها اقتراح سمو أمير قطر. أعتقد أن اجتماع مجلس الوزراء العرب سيكون بغاية الأهمية». وقد أعلنت الأممالمتحدة في وقت سابق أمس أنها ستباشر خلال أيام تدريب مراقبين عرب بناء على طلب الجامعة العربية لإرسالهم لاحقا إلى سوريا. وأوضحت المتحدثة باسم الأممالمتحدة فانينا مايستراكي أن التدريب سيبدأ في القاهرة بعد الاجتماع العربي الوزاري المقرر الأحد في العاصمة المصرية لمناقشة تطورات الوضع في سوريا وعمل المراقبين. وسيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة. وذكرت أن التدريب كان ينبغي أن يبدأ أسرع ولكنه تأجل بطلب من الجامعة العربية إلى ما بعد اجتماع اللجنة الوزارية بالقاهرة. ولم تتمكن المتحدثة من توضيح عدد المراقبين الذين سيتم تدريبهم ولا عدد خبراء الأممالمتحدة المشاركين في التدريب. على صعيد آخر أعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية أطياف المعارضة عن إنشاء «مكتب ارتباط» مع قيادة «الجيش السوري الحر» الذي يضم العسكريين المنشقين من أجل تنسيق تحركاتهم ضد نظام بشار الأسد. وقال المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري في بيان إن «لقاءات ستتم قريبا يشارك فيها خبراء عسكريون تهدف لوضع خطط وآليات تعزز من قدرات الجيش الحر في مواجهة قوات النظام وتسعى إلى توفير الحماية للمناطق المدنية وخاصة التي يحاول النظام الدموي اقتحامها أو قصفها باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة». وذكر البيان أن وفدا من المجلس ضم عددا من الخبراء بحث بالتفصيل مع قيادة الجيش الحر، «الأداء الميداني لوحدات الجيش السوري الحر في مختلف المناطق». وأشار إلى نقاشات موسعة لإعادة هيكلة وحدات الجيش وبناء هيكلية حديثة ومرنة تأخذ بعين الاعتبار طبيعة انتشار الوحدات العسكرية وسرعة انتقالها، وقدرتها على استيعاب الأعداد المتزايدة من الضباط والجنود الذين ينحازون يوميا للثورة ويعلنون التحاقهم بالجيش الحر. وكان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر أن عدد المنشقين عن الجيش النظامي أصبح يناهز أربعين ألفا، معظمهم موجودون داخل الأراضي السورية. من ناحية أخرى، أعلن النائب بالبرلمان السوري عماد غليون دعمه «للحراك الثوري»، وقال إنه غادر البلاد للانضمام إلى المعارضة بعد أن فقد الأمل في أن ينفذ الرئيس الأسد أي إصلاحات ويضع حدا للحملة على المحتجين المطالبين بإسقاطه. وأضاف «لا أريد أن أنتسب إلى معارضة معينة بل أريد المعارضة التي تحقق مصالح الشعب السوري». وقال غليون الذي غادر سوريا مع عائلته إلى القاهرة قبل نحو أسبوعين إنه لا يمكنه التزام الصمت تجاه إراقة الدماء في سوريا. وبحسب تقديرات للأمم المتحدة فإن القمع خلف أكثر من خمسة آلاف قتيل في سوريا بينهم 400 قتيل منذ وصول المراقبين العرب.