بلغت إسبانيا الدور ربع النهائي بفوزها الصعب على البرتغال 1-0 في المباراة التي جرت على ملعب «غرين بوينت» في كيب تاون ضمن إطار دور الستة عشر لكأس العالم لكرة القدم 2010 الجارية حالياً في جنوب أفريقيا. سجل الهدف الوحيد دافيد فيا في الدقيقة 63 رافعاً رصيده إلى أربعة في المونديال وسبعة في النهائيات والثاني والأربعين مع المنتخب ليصبح على بعد هدفين من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم راوول غونزاليز. وشهد اللقاء طرد الظهير الأيمن البرتغالي ريكاردو كوستا في الدقيقة 89. وهذه المرة الخامسة التي تبلغ فيها إسبانيا ربع النهائي وهي ستلعب في الدور المقبل مع باراغواي التي أخرجت اليابان في لقاء سابق بضربات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي. عموماً كان اللقاء صعباً جداً وأقرب للبرتغاليين الذي سيطروا «تكتيكياً» لحوالي الساعة وأهدروا الكثير من الفرص في مرتداتهم ولم يكن من هداف يسعفهم ثم انهاروا فجأة أمام صحوة إسبانية فجائية دمغت المباراة في ثلثها الأخير ومنحت بطل أوروبا تذكرة عبور زادت من نسبة ترشيحهم للفوز باللقب. ولعل الخيبة الكبرى ستكون لكريستيانو رونالدو الذي لم يقدم المأمول منه طيلة المونديال، وعلى شاكلة نجوم كثر كبار، سيحزم نجم ريال مدريد أمتعته وخيباته لا لخسارة فريقه بل لظهوره المتواضع. كان هذا اللقاء الرقم 33 بين المنتخبين، فسبق أن فازت إسبانيا اثنتي عشرة مرة مقابل سبعة للبرتغال واثني عشر لقاءاً انتهت بالتعادل. كما كانت هذه المرة الأولى التي التقى فيها الفريقان في نهائيات كأس العالم علماً أن لقاءين فقط تما في بطولات كبرى تما في بطولة أمم أوروبا، الأول عام 1984 وتعادلا 1-1 والثاني عام 2004 وفازت البرتغال 0-1. وأصبح سيماو أكثر لاعب في البرتغال خوضا للمباريات في نهائيات كأس العالم، إذا خاض اللاعب البالغ 30 عاما مباراته الحادية عشرة في المونديال، ليتقدم بفارق مباراة على لويس فيغو. استهل المدرب فيسنتي ديل بوسكي المباراة بتكتيك اعتمده لأول مرة في البطولة 4-4-2، وهو تشكيل ذو نفحة هجومية مع بعض التحفظ تخوفاً من سرعة أجنحة منافسه، علماً انه لم يجر أي تبديل على التشكيلة التي خاضت لقاء تشيلي في الجولة الثالثة من الدور الأوّل. أسند ديل بوسكي مهمة رأس الحربة إلى فيرناندو توريس وإلى جانبه دافيد فيا إنما متأخر قليلاً، أما الوسط فقاده تشافي وسيرجيو بوسكيتس بمعاونة اندريس انيستا على اليسار وتشابي الونسو على اليمين، أما الدفاع فكالعادة كان بعهدة كارليس بويول وجيرارد بيكيه بمعونة خوان كابدفيا وسيرجيو راموس. تنوعت مهام تشكيلة دل بوسكي بين المقدرة على الاختراق من العمق أو عبر الأجنحة وهي ميزة إضافية لمنتخب إسبانيا تميز بها عن البرتغال التي تعتمد على التصويب والأجنحة وتفتقر للاختراق العمقي. من جهته لعب كارلوس كيروش بخطة 4-3-2-1 وهي خطة متحفظة اعتمدت بشكل واضح على المرتدات والاختراق عبر الأجنحة مع وجود سيماو وكريستيانو رونالدو كسلاح رئيسي لتفكيك لحمة الدفاع الإسباني. وأجرى مدرب البرتغال تعديلين على آخر تشكيلة لعبت أمام البرازيل، فأشرك سيماو سامبروسا مكان داني وهيوغو الميدا مكان ليدسون. بدأ كيروش بهيوغو الميدا كرأس حربة وحيد، سانده على طرفي وسط الميدان سيماو وكريستيانو رونالدو فيما تولى مهمة الوسط الدفاعي تياغو وراوول ميريليس ومن خلفهما بيبي كليبيرو متقدم، أما رباعي الظهر فكان بعهدة ريكاردو كارفاليو وبرونو الفيش في العمق وفابيو كونتراو وريكاردو ريكاردو كوستا على الأطراف.