الخط الأول للترامواي كلف 4.6 مليار درهم وسيمكن بدءا من دجنبر 2012 من نقل 250 ألف راكب يوميا من المقرر أن يتم يومه الاثنين إجراء التجارب الأولية على القاطرة الأولى من ترامواي الدارالبيضاء، حيث ستتم محاولة تشغيلها على مسافة كيلومترين اثنين بمنطقة سيدي مومن. هذه القاطرة التي تم تقديمها يوم الجمعة الماضي ويزمع تشغيلها على الخط الأول الممتد على طول 32 كلم في أفق دجنبر 2012، علما أن العدد الإجمالي للقاطرات التي ستتسلمها شركة (نقل الدارالبيضاء) على مدار العام يصل إلى 37 قاطرة، حيث سيتم كل شهر تسلم ما بين ثلاثة إلى أربع قاطرات سيتم تجميعها بمركز الصيانة بسيدي مومن. وأكد المدير العام لشركة نقل الدارالبيضاء يوسف اضريس، في تصريح للصحافة على هامش تقديم القاطرة يوم الجمعة، أن تاريخ استلام القاطرات كان محددا قبل سنة ونصف من الآن في إطار العقدة الموقعة مع الشركة المكلفة بتصنيع قاطرات الترامواي. وأضاف أن التحدي الذي واجه المشروع تمثل في احترام الآجال المحددة لمجموع الأشغال التي تهم إنجاز جزء كبير من أشغال مركز الصيانة وإنجاز أرضية السكك الحديدية والأعمدة الكهربائية وباقي التجهيزات والبنيات المتعلقة بالترامواي, مبرزا أن تسلم القاطرة الأولى وإخضاعها للتجارب التقنية الأولية يؤشر إلى أن المشروع يسير وفق البرنامج الزمني المحدد له. وبهذا الخصوص، أشار اضريس إلى أن مركز الصيانة بسيدي مومن حددت طاقته الاستيعابية الأولية في 49 قاطرة رغم أن عدد القاطرات التي سيتم تشغيلها في الخط الأول هو 37 قاطرة غير أنه تم الرفع من الطاقة الاستيعابية للمركز تمهيدا للشروع في إنجاز خط ثاني مستقبلا، موضحا أن نسبة الأشغال بمركز الصيانة تناهز 40 في المائة على أن يكون متم الأشغال في أكتوبر من العام الجاري. وبالنسبة لباقي الأوراش، أكد اضريس أنها تسير وفق البرنامج المسطر إذ تم إنجاز 85 في المائة بالنسبة للسكة الحديدية، وحوالي 40 في المائة في ما يخص تجهيزات الكهرباء وأسلاك الربط ومحطات التوقف، مضيفا أنه سيتم إنجاز تهيئة حضرية على مسافة 30 كلم على طول جوانب ممرات الترامواي. وبالنسبة للتعريفة التي سيتم اعتمادها، أوضح اضريس انه لم يتم تحديدها بعد في انتظار الانتهاء من دراسة تنجز في هذا الصدد، مع الشروع في دراسة أخرى لتحديد الخط الثاني الذي ينبغي الشروع فيه، إذ ينص المخطط المديري للتهيئة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء على إنجاز أربع خطوط، وسيتم التنسيق بهذا الشأن مع مجلس المدينة والجهات المختصة لبحث مسألة التمويل. ومن جهته، أكد عمدة مدينة الدارالبيضاء محمد ساجد أن الوصول إلى هذه المرحلة يعني أن حلم البيضاويين بالتوفر على وسيلة نقل تستجيب لتطلعاتهم بدأ يتحقق، وأن المشروع الذي طالما انتظره السكان لا يستمد أهميته فقط من الدور الذي سيقوم به في التخفيف من أزمة النقل بالمدينة، بل أيضا من كونه وسيلة لإعادة تهيئة المشهد الحضري عبر البنيات التحتية المرافقة له ولتوحيد المشهد الجمالي للمدينة عبر انجاز أرصفة موحدة وتهيئة الواجهات وفق تصاميم متشابهة وغرس الأشجار بالشوارع التي سيمر منها الترامواي. أما ممثل شركة (ألستوم)، التي تقوم بتصنيع قاطرات الترامواي، فعبر عن اعتزاز شركته بالمساهمة في إنجاز هذا المشروع الضخم الذي سيسهم في إظهار المجهودات التي تبذل تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس من أجل تحسين ظروف عيش ساكنة العاصمة الاقتصادية للمملكة والرفع من جاذبيتها الاقتصادية. وقال إن لإحداث ترامواي بمدينة الدارالبيضاء أهمية قصوى في ما يتعلق بإعادة تهيئة المشهد الحضري للمدينة والتي تعتبر بوابة لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومتوازنة تتيح تحسين مستوى عيش السكان وتحقيق التنمية الاجتماعية المنشودة. وجدد بالمناسبة التزام الشركة بالعمل على تسليم باقي القاطرات وفق الآجال والمواعيد المحددة، معتبرا أن ما تم إنجازه لحد الآن هو ثمرة عمل فريق متكامل بين (ألستوم) وشركة (نقل الدارالبيضاء). ويذكر أن الخط الأول للترامواي، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 4.6 ملايير درهم، والذي سيمكن من نقل 250 ألف راكب عبر37 مقطورة تجوب 10 شوارع تتخللها 40 محطة، سينطلق من سيدي مومن (الملعب الكبير) مرورا بشارع عقبة ويوسف بن تاشفين والحي المحمدي ومحطة البيضاء للمسافرين مرورا بشوراع محمد الخامس والحسن الثاني وعبد المومن ومكة وصولا إلى الكليات إلى جانب خط فرعي يمر عبر أنوال وعمر الخيام والقطب أنفا والحي الحسني.