بعد تحقيق طموحات واسعة في مجال المخططات التنموية الخاصة بقطاعات السياحة والصناعة التقليدية والفلاحة والصناعة، تسعى مدينة فاس حاليا إلى أن تتموقع في مهن جديدة ذات قيمة مضافة عالية. وبتوجهها نحو فروع ترحيل الخدمات والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، تضرب العاصمة العلمية عصفورين بحجر واحد، وذلك بالاستفادة من الدينامية الوطنية المرتبطة بهذه الفرص الجديدة وتعزيز تفوقها النسبي مقارنة بباقي الجهات. ويوفر عرض فاس للمستثمرين، في هذا المجال، حزمة تتضمن جميع العوامل المرتبطة بالتنافسية والمتمثلة في البنيات التحتية وخدمات الجودة الدولية وعرضا يتضمن تكوين الموارد البشرية الضرورية. ميزات تنافسية فريدة من نوعها وتؤكد المؤشرات الاقتصادية للجهة بأنها تعتبر في مصاف الجهات المتميزة التي تسعى إلى التموقع كوجهة جذابة لمهن ترحيل الخدمات، فأرقام المركز الجهوي للاستمار تشير إلى أن الناتج الداخلي الخام للجهة يمثل أزيد بقليل من 4 في المئة، فيما تمثل صناعتها حوالي 7 في المئة من الإنتاج الوطني. وتكمن قوة الجهة في موقعها الجغرافي (لا تبعد سوى ساعتين ونصف عن باريس ولا يفصل بينها وبين الرباط سوى ساعتين عبر القطار أو السيارة). كما أنها تتوفر على مزيج من القطاعات التقليدية التي تتكيف مع التطور التكنولوجي. وتشهد الجهة في هذا الصدد، عهدا اقتصاديا جديدا يتمثل في مخططات تنموية وأنشطة بمختلف القطاعات ذات القيمة المضافة، ويرتكز على إطار اقتصادي قوي بما فيه الكفاية، يستند إلى البنيات التحتية الأساسية المتمثلة في المطار والمجمعات الصناعية ووجود العقار بوفرة، فضلا عن الجاذبية الترابية وسهولة الولوج. كما تتمتع الجهة بصدى طيب في الميدانين الثقافي والجامعي، إضافة إلى كونها تشكل قطبا للتكوين والبحث والابتكار إذ تتوفر على جامعتين وعدد من مراكز البحث والمختبرات، والعديد من وحدات التكوين والبحث، فضلا عن مئة مؤسسة للتكوين المهني. وينضاف إلى هذه الامتيازات، دعم السلطات العمومية وكافة الفاعلين الاقتصاديين المحليين لتشجيع إنعاش وتطوير الأنشطة المدرة للدخل والمساهمة في خلق فرص الشغل. وبتوفرها على جميع هذه المزايا، فإن جهة فاس في طريقها حاليا لكي تكون قطبا للخدمات على المستوى الإقليمي والدولي. وحتى لا تظل فاس مقتصرة فقط على الأنشطة المتعلقة بتدبير العلاقة بالزبناء (مراكز النداء)، انخرطت المدينة في برنامج طموح لترحيل الخدمات في إطار برنامج «إقلاع: فاس شور». (فاس شور).. إطار صناعي طموح ومندمج بعد «كازانير شور» و»تيكنوبوليس» بجهة الرباطسلا زمور زعير، يعد (فاس شور) المنطقة الثالثة من نوعها ضمن شبكة للمجمعات المندمجة المخصصة لأنشطة الخدمات المعلوماتية، ومعالجة المعطيات وسلسلة المهن. وسيكلف إنجاز هذا المشروع الذي ستنتهي أشغاله سنة 2015، أزيد من مليار درهم، وسيمكن من خلق 15 ألف منصب شغل مباشر، و4 ملايير درهم كرقم معاملات في أفق سنة 2017. ويعد (فاس شور) الذي يمتد على مساحة إجمالية تقدر ب 22 هكتارا ثمرة شراكة بين وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة وولاية جهة فاس بولمان والمركز الجهوي للاستثمار وشركة «ميدز» وفرع صندوق الإيداع والتدبير وقطب التنمية. ويتوخى هذا الإطار تطوير فضاء مندمج مخصص لأنشطة الخدمات المعلوماتية ومعالجة المعطيات، والقيام بدور المحرك للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية بالجهة، إضافة إلى سعيه إلى أن يكون ملتقى جهويا للطاقات. كما سيمكن من الولوج إلى عالم جديد للمعرفة وتطوير مهن جديدة ذات قيمة مضافة، وتشجيع خلق فرص الشغل داخل الجهة وإبراز المؤهلات التي تزخر بها جهة فاس بولمان وقطب فاس-مكناس.