ظواهر الجريمة المنظمة وتهريب السلاح والبشر والقرصنة تهدد السلم والأمن بالمنطقة احتضنت مدينة طنجة خلال اليومين الماضيين ندوة دولية حول «التحديات الأمنية الدولية في منطقة الساحل وإفريقيا الشمالية والغربية»، بمشاركة مسؤولين مدنيين وعسكريين وخبراء يمثلون من نحو 40 بلدا ومنظمة دولية. واستهدفت هذه الندوة، التي نظمتها الفدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، مناقشة الوضعية الجيوستراتيجية في هذه المناطق في ضوء بروز تحديات أمنية جديدة مرتبطة على الخصوص بالإرهاب والاتجار غير المشروع بجميع أنواعه والقرصنة. وأبرز رئيس الفدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية محمد بن حمو، خلال افتتاح هذا اللقاء، أهمية مناطق الساحل وإفريقيا الشمالية والغربية بالنسبة للرهانات الدولية، خاصة في سياق مطبوع ببروز قوى دولية جديدة وتنامي حجم ظاهرتي الإرهاب وانعدام الأمن. وأشار إلى أن هناك مخاطر جديدة تنضاف لهذه التهديدات التقليدية وترتبط بالقرصنة ومختلف أشكال الاتجار غير المشروع والجريمة الإلكترونية، مضيفا أن هذه الندوة تتوخى تحليل هذه الإشكاليات في إطار رؤية شمولية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذه المناطق الثلاثة الجيوسياسية. وارتكز المحور الأول لهذه الندوة على آليات الخروج من الأزمة وديناميات النزاع في منطقة الساحل والغرب الإفريقي. وفي هذا الصدد أبرز المستشار برئاسة غينيا بيساو جواو غوميز التحديات التي تواجهها حكومات المنطقة من أجل إرساء دولة القانون والقيام بالإصلاحات الضرورية، وخاصة مشاكل الجريمة المنظمة وتهريب السلاح والبشر والقرصنة. وأبرز أن هذه الظواهر تهدد السلم والأمن بالمنطقة، خاصة وأن شبكات الجريمة تعمل أكثر فأكثر بشكل عابر للحدود، داعيا إلى تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة هذه التحديات بشكل جماعي. ومن جانبهم، أبرز خبراء وأساتذة جامعيون أفارقة الطابع العابر للحدود والأقاليم للتحديات الأمنية في هذه الرقعة من العالم، حيث تنتقل ظواهر انعدام الأمن في هذا الفضاء بسهولة أكثر من مناطق أخرى. وفسروا هذه الخلاصة بأسباب جغرافية وجيوسياسية، لا سيما عدم قدرة بعض دول الساحل وغرب إفريقيا على ضمان مراقبة فعلية لترابها، مما يضاعف عدد بؤر التوتر، إضافة إلى ضعف آليات التعاون الرامية إلى مواجهة التحديات الأمنية. وتضمن برنامج هذه الندوة محاور وورشات أخرى حول تحديات الأمن البحري في جنوب الأطلسي، والتفاعل بين منطقة الساحل ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والأنماط الجديدة للتعاون في مواجهة التهديدات فوق الإقليمية.