أكمل الكاتب والروائي الإيطالي أومبرتو إيكو مؤخرا عامه الثمانين. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف يخصص له كتاب ضخم يتكون من عدة أجزاء، في (مكتبة الفلاسفة) المرموقة. وسيحتوي الكتاب الذي يقع في أكثر من ألف صفحة، آراء 25 من كبار الكتاب والمفكرين حول أعماله الأدبية. وكان إيكو بدأ مسيرته المهنية من خلال الإذاعة والتلفزيون الإيطاليتين، بصفة موظفٍ بسيط: «كنت أقوم بتصحيح النصوص الرديئة للمتعاونين من الحزب الديمقراطي المسيحي، ومن ثمّ تحويلها إلى نصوص بلغة إيطالية جيدة. وكانت البرامج في ذلك الوقت أفضل بكثير مما يقدّم الآن. إلاّ أن الأجواء كانت مظلمة جداً، تحت حكم الفاشيست والماسونيين». ويشير إيكو لصحيفة (لا ريبوبليكا) الإيطالية، إلى أنه لم يفكر قط في تأليف كتاب جماهيري: «عندما انتهيت من كتابة رواية (إسم الوردة)، فكرت حينها طبع 3000 نسخة فقط». غير أن النسخ المطبوعة بلغت الملايين: «لقد كان الأمر بالنسبة لي لغزاً. لذا ينبغي إضافة لغز آخر. الجميع يقول أن رواياتي زاخرة بالمعرفة. هناك رواية واحدة فقط، كانت تسودها مناخات معاصرة، هي رواية (الشعلة الغامضة للملكة لوانا) الصادرة عام 2004. لهذا السبب، ومن بين جميع رواياتي، تعد هذه الرواية الأقل مبيعاً. لذلك، أعتقد بأنني كاتب متخصص بالساديين». يبدو مظهر إيكو، وقد بلغ 80 عاماً، غريباً بعض الشئ، بلحيته المقصوصة: «كنت أشبه جنكيزخان بشاربي الأسود ولحيتي البيضاء. لذا ارتأيت أن أقصها». ويتحدث الكاتب المبدع، خلال ذات اللقاء، عن شغفه بالتعليم، قائلاً: «أحتفظ بآصرة قوية جداً مع جميع تلامذتي». ومن المؤمل أن تصدر في 25 يناير الجاري النسخة الجديدة من روايته (إسم الوردة)، المنشورة في عام 1980، والتي كانت بمثابة نقطة إنطلاق شهرته عالمياً، بعد أن بلغت مبيعاتها أكثر من 30 مليون نسخة. وإضافة الى كونه روائياً، فهو باحث، وفيلسوف، وأستاذ أكاديمي، وسيميولوجي، ومتخصص في علم اللغة، وخبير في وسائل الإعلام. في العام 1988 أسّس إيكو إدارة الإتصالات بجامعة سان مارينو، ومنذ عام 2008 يعمل بصفة أستاذ فخري ورئيس المدرسة العليا للدراسات الإنسانية في بولونيا. وأومبرتو إيكو، صاحب العديد من البحوث حول السيميائيات، وعلم الجمال في العصور الوسطى، واللغويات والفلسفة، يكتب منذ عام 1955 في مجلة (لا إسبريسو)، وساهم في الصحف اليومية (لا ريبوبليكا)، و(كوريير ديلا سيرا)، و(لا ستامبا)، و(إل جيورنو)، و(إل مانيفستو)، بالإضافة الى العديد من المطبوعات العالمية. وأول كتاب صدر له كان بعنوان مشكلة علم الجمال في سانتو توماس، وذلك في عام 1956. بعد إصداره رواية إسم الوردة في عام 1988، كتب إيكو روايته الثانية بندول فوكو، تلتها جزيرة اليوم السابق - 1994، وباودولينو - 2000، والشعلة الغامضة للملكة لوانا 2004، ومقبرة براغ - 2010.