تعزيز البينات التحتية الاجتماعية والدفع بعجلة التنمية على صعيد الجهة ساهم إحداث وتأهيل عدد من مراكز الاستقبال على صعيد جهة الرباطسلا زمور زعير، خلال السنة التي نودعها في توفير بنيات مؤهلة وذات جودة، قادرة على استيعاب وإيواء الأشخاص المسنين والأطفال في وضعية صعبة. وما من شك، أن تأهيل وإحداث منشآت سيوسيو اجتماعية بالأحياء الأكثر هشاشة بالرباطوسلا وتمارة ساهم بشكل كبير في تعزيز وتقوية البنيات التحتية الاجتماعية، والدفع بعجلة التنمية بالجهة من خلال توفير إطار ملائم لاستقبال وإيواء ومواكبة الأشخاص بدون مأوى والأطفال في وضعية صعبة والعمل على إعادة إدماجهم في المجتمع صيانة لكرامتهم. وقد أصبح تسيير هذه المراكز الاجتماعية يتقاطع مع المهام والاختصاصات التقليدية لمراكز الاستقبال المختزلة في التغذية والإيواء، وتركز بشكل أكبر على الإدماج والاندماج وذلك من خلال التكوين والتربية النظامية وغير النظامية، إضافة إلى توفير التأطير التربوي والصحي والمتابعة الاجتماعية المنتظمة. فقد اعتمدت ولاية الرباط، في إطار تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إستراتيجية طموحة لمحاربة الهشاشة تروم تقوية البنيات التحتية الاجتماعية من خلال تأهيل وتوسيع وإحداث مراكز استقبال الأشخاص في وضعية صعبة التي تضاعف عددها منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005 إلى غاية شتنبر 2011، من 7 إلى 14 مركزا للاستقبال بطاقة استيعابية تصل إلى 2000 سرير جديد. وتتوزع هذه البنيات على المراكز الاجتماعية للأشخاص المسنين، التي تقوم على تقريب الخدمات الطبية والاجتماعية من الفئات المستهدفة والتكفل بإيواء وإطعام الأشخاص المسنين ممن لا دخل لهم والمحرومين من أي دعم عائلي. كما تشمل مراكز الاستقبال دور الأطفال، وهي فضاءات للدعم الاجتماعي والتربوي والتكوين خاصة بالأطفال، إضافة إلى مراكز الرعاية الاجتماعية التي تقوم على الإدماج العائلي. وتعد «مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للرعاية الاجتماعية» منشأة اجتماعية، عززت بنيات الاستقبال بالجهة، فقد ساهمت هذه المؤسسة الاجتماعية، التي تم إنجازها باستثمارات مالية إجمالية بلغت 102 مليون درهم بعين عتيق بتمارة، الأكبر من نوعها على المستوى الوطني، في تعزيز بنيات استقبال الأشخاص في وضعية الهشاشة، والحد من ظاهرتي التسول والتشرد على صعيد جهة الرباطسلا زمور زعير. وتوفر هذه المنشأة الاجتماعية إطارا ملائما للاستقبال والإيواء وأيضا برامج للمواكبة والتكوين والتمدرس النظامي وغير النظامي وذلك من أجل تحقيق إدماج سوسيو مهني ناجح. وستمكن هذه المؤسسة التي تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من تطوير الخدمات المقدمة للمستفيدين وذلك من خلال الانتقال من مرحلة التكفل إلى مرحلة التكفل والإدماج في إطار مؤسساتي. ويشكل إحداث المركب الاجتماعي «الأمل» بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط، أكبر تجمع سكني بالعاصمة، وثاني أكبر الأحياء على الصعيد الوطني، دعامة أساسية وفضاء ملائما للأشخاص في وضعية صعبة سيوفر لهم إضافة إلى الإيواء، برامج للمواكبة والتكوين والتمدرس في أفق إدماج سوسيو مهني ناجح. وسيمكن هذا المركب الذي أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بكلفة إجمالية بلغت 45 مليون درهم، من تقوية وتحسين جودة البنيات التحتية الخاصة باستقبال الأشخاص في وضعية الهشاشة، وامتصاص العجز في هذا المجال والذي يعيق الجهود المبذولة من أجل التصدي لظاهرتي التسول والتشرد وتمكين الأطفال في وضعية صعبة من إطار ملائم للاندماج. ومن شأن إحداث وتأهيل مراكز استقبال الأشخاص في وضعية صعبة التي تحظى برعاية ملكية موصولة، توفير فضاء ملائم للإدماج لفائدة الأطفال في وضعية صعبة والمسنين والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال برامج للمواكبة والتكوين والتمدرس النظامي وغير النظامي تروم تحقيق إدماج سوسيو مهني ناجح لهذه الشرائح من المجتمع وبالتالي الحيلولة دون إقصائها أو تهميشها.