في أرجاء مسرح محمد الخامس بالرباط بمبادرة من جمعية مغرب الثقافات، نُظم بمسرح محمد الخامس بالرباط مؤخرا، حفل للفنانة المغربية زهرة هندي، التي صدحت بصوتها في أرجاء المسرح متوسلة باللغات الانجليزية والفرنسية والعربية والأمازيغية، فضلا عن حركات الجسد في مزج بين البلوز وإيقاعات العالم. وقد تفاعل الجمهور مع أغاني زهرة هندي التي عمدت إلى استعمال المزج بين مختلف الإيقاعات مع طغيان إيقاعات البلوز، معتمدة على ستة فنانين يعزفون على مختلف الآلات الموسيقية كالقيثارة بشكليها (الصوتية والكهربائية) وبندير وطبلة وآلات الإيقاع وآلة تمزج بين الشرق والغرب، إذ تشبه القيثارة والعود في ذات الآن، لكن تصدر نغمات البيان. أما الفنانة فقد عزفت على عدة آلات موسيقية وغنت ورقصت فوق الخشبة، في تفاعل وصل حد الهيجان تارة والتصور طورا، داعية الجمهور إلى مشاركتها الغناء عندما يصل إلى ذروة الهيجان ثم تغني وحدها بلحن هادئ وجميل وكأنها ملاك لا ينغض انسيابه الوجداني أحد، قبل أن يرتفع الإيقاع ويتحول تدريجيا إلى إيقاعات سريعة وصاخبة. وسبق لزهرة هندي أن ظهرت في عدة ملتقيات، خاصة في فرنسا وألمانيا، بعد إصدار ألبومها «مصنوع يدويا»، والذي كتبت كلماته ولحنتها وغنتها، ويتميز برخامته، بين نظم موسيقى الروك والموسيقى الروحية الحضرية وبلوز الصحراء، والذي غنته بالأمازيغية والانجليزية والذي فتح لها أبواب الشهرة العالمية، فارضا زهرة هندي كواحدة من الفنانات الأكثر تميزا في المرحلة الراهنة. وقد حصلت في فرنسا على عدة جوائز على ألبومها هذا، منها جائزة التقدير الموسيقي للعام وجائزة قسنطين 2010. ولدت زهرة هندي بمدينة خريبكة سنة 1979، وهي من أصل بربري وطوارقي، وهي ترج صوتا بلا حدود ومليء بالانفعالات وموسيقاها عبارة عن بلووز سحيق وجاز أصيل واهتزاز شرقي حيث تتحدث عن الحب وإثبات الذات والعالم وما توحي لها به لقاءاتها. كما أن هندي متعددة المواهب، فهي، فضلا عن كونها موسيقية، رسامة ومؤلفة وملحنة، توجد في قلب التعدد.