كتبت صحيفة (ريشموند تايمز ديسباتش) أول أمس الأحد، أن جلالة الملك محمد السادس أطلق منذ اعتلائه العرش مسلسلا من الإصلاحات شملت مختلف المجالات وكرست دولة القانون، مما عزز «وبدون شك الطابع المتفرد» للمغرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأضافت الصحيفة الأمريكية، في افتتاحية لها بعنوان «العالم العربي: المغرب في المقدمة بفضل إصلاحاته الهادئة»، أنه في سياق الربيع العربي تميز المغرب، بدون شك، بطابعه المتفرد وذلك بفضل الإصلاحات التي باشرها في وقت قياسي». وأوضحت أنه بفضل الرؤية الحكيمة لجلالة الملك أضحت المرأة تعامل على قدم المساواة مع الرجل أمام القانون، وتم تقليص نسبة الفقر، وتعزبز البنيات التحتية في البلاد، كما اتخذت الاستثمارات الأجنبية منحى تصاعديا، ونفس الشيء بالنسبة لمشاريع السكن الموجهة للأسر المعوزة، فضلا عن التطور المسجل في قطاعي الطاقة والفلاحة. واستعرض كاتب الافتتاحية، علي عمار، وهو مستشار في شؤون الحكامة والديمقراطية، يقيم بالإسكندرية في ولاية فرجينيا، العمل الذي أنجزته هيئة الإنصاف والمصالحة، التي عملت على الطي النهائي لملف ماضي انتهاكات حقوق الإنسان. وذكر بأن الشعب المغربي صادق عبر استفتاء يوليوز الماضي على الدستور الجديد الذي اقترحه جلالة الملك، فاتحا بذلك الباب أمام إجراء الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر، التي عرفت مشاركة نحو 30 حزبا من مختلف المشارب السياسية. وسجل عمار، في هذا الإطار، أن مختلف المشاركين في هذه الانتخابات من ليبراليين ومحافظين وإسلاميين ومستقلين وبيئيين ومن أنصار المرأة، حصلوا على مقاعد في البرلمان، الذي تعززت صلاحياته بفضل الدستور الجديد، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر «قوة كبيرة» في المشهد السياسي المغربي خرج فائزا في هذه الاستحقاقات. وكتبت مجلة (فوكس نيوز) الأمريكية، يوم السبت الماضي، أنه من شأن مسلسل تعزيز الديمقراطية بالمغرب «أن يشكل نموذجا مناسبا بالنسبة لبلدان شمال إفريقيا»، مستحضرة المباحثات الهاتفية التي أجراها الرئيس التونسي الجديد مع جلالة الملك محمد السادس. وأكدت المجلة، في مقال افتتاحي بعنوان «تطور أكثر منها ثورة: النموذج السلمي»، أن «الرئيس منصف المرزوقي حرص على التأكيد على مدى التقدير الكبير الذي يكنه لجلالته، وتهانئه لنجاح الإصلاحات بالمملكة الرامية إلى تعزيز المكاسب الديمقراطية والتنمية السوسيو اقتصادية». وسجل كاتب المقال سعيد تمسماني أن هذه المباحثات الهاتفية تبرز أيضا إمكانيات تطور العلاقات الاقتصادية بين الرباطوتونس، وكذا فرص الاندماج الإقليمي المتاحة في ظل الظرفية الحالية. ويمكن لمسلسل الإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك منذ اعتلائه العرش في المجالات السياسية والاقتصادية وفي مجال تأهيل الحقل الديني أن تشكل مصدر إلهام لباقي بلدان المنطقة وبالتالي إرساء لبنات أفضل للاندماج الإقليمي. وكان رئيس المركز المغاربي (مقره بواشنطن)، التونسي نجيب العياشي، أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب وتونس حققا خطوات «مهمة جدا» على درب الديمقراطية، بتمكينهما شعبيهما من التعبير بحرية عبر انتخابات اتسمت بالنزاهة والشفافية. وأوضح أن شعبي هذين البلدين المغاربيين تمكنا من قول كلمتهما، في المغرب، من خلال الإصلاحات التي دشنها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، والتي توجت بالمصادقة على دستور جديد، والانتخابات التي أجريت في 25 نونبر الماضي، وفي تونس بفضل الثورة. واعتبر العياشي، في هذا الإطار، أن تعزيز الديمقراطية يندرج، بشكل مطلق، في سياق الاندماج المغاربي الذي تطمح إليه شعوب المنطقة، مشيرا إلى أنه «عندما تعبر الشعوب عن تطلعاتها يتعين آنذاك الإنصات لها». وأضاف العياشي أن المباحثات الهاتفية التي أجراها الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي، يوم الأربعاء الماضي، مع جلالة الملك «تعكس تأكيدا على انتماء تونس إلى الفضاء المغاربي». وخلص رئيس المركز المغاربي إلى أن «المغرب وتونس بلدان ديمقراطيان يتعين عليهما التحالف والعمل معا على أمل أن تلتحق بهما باقي بلدان المنطقة».