هل يرفع اللاعبون المصابون دعاوي قضائية ضد مسؤولي الملاعب؟ يعتبر الملعب وسيط مهم لتعدد الوظائف التي يقوم بها منها الرياضية والثقافية والاجتماعية، وتحدد بالتالي السلوك العام لجميع أطراف العلاقة بموضوع الكرة والرياضة عموما، لكن وللأسف الشديد أصبحت ملاعبنا في ظل ما أصبح يروج له إعلاميا الملاعب التحفة، والخارقة للتصاميم والتي تفوق الوصف إلى غير ذلك من الأوصاف والمواصفات لكن ما يقول المثل الشعبي «المزوق من برا أش أخبارك من الداخل»، وعند أول اختبار لأرضية الملاعب التي صنعوا لها هالة أكبر مما يتصور المرء كانت الطامة الكبرى. ولعل أكبر صورة ناطقة هي حالة مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، والذي جربت به تقنيات عديدة للإصلاح، حسب من تحمل مسؤولية الترويج والإدارة ولسنوات عديدة مرافقة لتقديم ترشيح المغرب لكأس العالم، فكانت الطامة الكبرى وهي أن هذا الملعب يعيش حالة من الفوضى في تدبيره وبعث الحياة فيه، لأنه يعتبر معلمة تاريخية وحضارية، لا يمكن التفريط فيها بالتخاذل أو التماطل، بل لا يمكن أن يتحمل مسؤولية هذا المرفق المهم لأي كان مهما تعددت صور المسؤولين بولاية الدارالبيضاء السياسية والإدارية. فهذه المعلمة هي ملك لجميع المغاربة، واقترنت أفراحهم به وتوهج الكرة المغربية به، ولا يمكن أن يصبح على هذه الدرجة السيئة من عشب تأكل وأصفر، ولم يعد صالحا حتى للرعي، فبالأحرى لممارسة الكرة وتم الاستعانة بالرمال لتغطية الحفر التي تعيق اللاعبين، بل سببت أكثر من حادث خطير قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. وغير بعيد عن الدارالبيضاء، يعيش مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، أسوء حالته وهي أمور ألفناها كل وسم كروي في غياب أية تبريرات منطقية لأسباب هذا الداء الذي ينخر جميع أطراف هذا الصرح الرياضي، فمن تآكل للمنصة المغطاة وهي من الحديد، إلى تدمير لمرافقه الحيوية وبنياته التحتية إلى فساد كلي لعشب الملعب، والذي لا يسمح أبدا لممارسة الكرة أو أية رياضة أخرى خوفا من الإصابات الخطيرة والتي ذهب ضحيتها العديد من اللاعبين، بل أصبح اللاعبون يتصرفون بحساسية مفرطة في هذه الملاعب ويقدمون اداءا مخجلا ويبقى السبب أرضية الملاعب. هل فعلا الاحتراف الذي تغنى به أكثر من لسان هذه تقاسيمه في أكبر الملاعب المغربية بالعاصمة الإدارية والعاصمة الاقتصادية، بل حتى ملعب فاس يشكو من صيانة عشبه الذي ينخره السوس ولا أدري هل سيدور الدور على الملاعب الجديد بمراكش وفاس، والتي تغلق أبوابها بعد مباريات المنتخب المغربي أو اقصائيات الإفريقية للألعاب الأولمبية. لكن ما عسانا نقول عن بقية الملاعب المغربية، ونحن على أبواب فصل الشتاء، والجامعة عن طريق لجنتها المحترمة المكلفة بالاحتراف وتأهيل الملاعب، قد وافقت بخطابات مكتوبة ورسمية، أي عندما تصبح الملاعب عبارة عن مسابح لغير السباحة ملعب اختفى اثر العشب نهائيا، ولم يعد نلمس غير الوحل والطين، هل ستتراجع الجامعة عن موافقتها، وعن مواقفها اتجاه هذه الملاعب التي لا علاقة لها بالاحتراف البثة. موضوع الملاعب يثير أكثر من سؤال، لكن الذي لم يتم إثارته وهي أن يرفع اللاعبون الذين يتعرضون لمختلف الإصابات، دعاوي قضائية للمطالبة بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن سوء حال تلك الملاعب من عشب ومرافق صحية وحماية أمنية عندما يتسلل بعض المتفرجين ويقوم بالاعتداء على أي لاعب، الموضوع جدير بالاهتمام لأننا نطالب اللاعب بأن يقدم أداء ممتازا، وأن يمتع الجمهور الذي أدى مقابل ذلك من ماله الخاص، لكن ما يحدث يخدش الممارسة عموما، فالجميع يمارس اللعبة باقتصاد شديد خوفا من الإصابات التي تبعده عن الملاعب حالة أمين الرباطي من الرجاء وحالة لاعب المغرب الفاسيبالرباط أمام الفتح، وهناك حالات ترتفع درجة الخطورة إلى أبعد مدى، وللاعبين الحق في ذلك بل لهم الحق في الامتناع عن اللعب خوفا على حياتهم من أي خطر محدق، لأن سقف المطالب اتجاه اللاعبين ارتفع من دون أن يتم تحسين وجودة المرافق التي يمارس بها اللاعب. لا أعتقد أن الأمر بالهين معالجته في ظروف تمسك المسؤولين بالمعالجة الآنية واللحظية لحل المشكلة وقتيا، كما في حالة مباراة الرجاء والوداد الفاسي والتي ظهر فيها ملعب مركب محمد الخامس في أسوء حالته، وكان يجب تفادي الأمر حتى من دون إجراء المباراة به أو عند التواضع عدم نقلها تلفزيا لتفادي تقديم صورة مشوهة لملاعبنا، وهو ما حدث بالرباط في مباراة الجيش الملكي والمغرب التطواني، وكان الغيرة انتقلت إلى الرباط لنعيش نفس سيناريو سوء أرضية الملعب. أخر الكلام: أغلقوا أبواب ملاعبكم وأريحونا فالمنتخب تأهل لكأس إفريقيا والأولمبي وصل إلى لندن...