تجددت الاشتباكات المسلحة في ليبيا بين قبيلتي الزنتان والمشاشية، 180 كلم جنوب غرب طرابلس، بعد اتهام وُجّه للمشاشية بموالاة العقيد الراحل معمّر القذافي، وهي تهمة نفاها أبناء القبيلة الذين قالوا إن مدينتهم تتعرض لقصف مستمر بالصواريخ، فيما لم يصدر من الحكومة أي تعليق. وأكد ثوار الزنتان في بيان نشر على موقع المركز الإعلامي لمدينتهم، أن ثوار 17 فبراير من جميع مناطق الغرب الليبي، يشنون الآن ما وصفوه بالهجوم الكاسح لتطهير ليبيا من بقايا قوات (العقيد الراحل معمر) القذافي المتمركزة في منطقة الشقيقة التي يقطنها المشاشية. وذكر الموقع أن قبيلة المشاشية أقدمت على قتل القائد الميداني من الزنتان سلامة المبروك سلامة، وقاموا باختطاف عدد من الأشخاص من بينهم ضباط في الجيش الوطني. واعترف ثوار الزنتان بمحاصرتهم بلدة الشقيقة التي يقطنها المشاشية، وقالوا إنها أصبحت تشكل خطراً كبيراً على أمن ليبيا، واعتبروا أن أهل المشاشية خارجون على القانون ويملكون أسلحة موجهة لكل الليبيين. من جانبهم، اتهم أبناء قبيلة المشاشية ثوار الزنتان بقصف مدينتهم بصواريخ (جراد) وانتهاك حرمات بيوت العائلات. ونفى محمد المشاي، من قبيلة المشاشية، في اتصال هاتفي مع يونايتد برس إنترناشونال، أن تكون قبيلته موالية بالكامل للنظام السابق، مؤكداً أن ثوار الزنتان يقصفون مدينتهم بالصواريخ منذ مساء أمس. وأرجع المشاي ما يجري إلى عداءات قديمة بين القبيلتين، وأن لا علاقة له بما يدعيه أهل الزنتان. وقال إن القصف المستمر على المشاشية أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وجرح مجموعة من السكان بعض جروحهم بالغة، إلى جانب انقطاع المياه والكهرباء عنهم. ورغم المناوشات واستخدام الأسلحة المختلفة بين القبيلتين المتجاورتين، إلا أن الحكومة الليبية أو المجلس الوطني الانتقالي، لم يعلنا بعد عن أي موقف حيال الأمر. وتأتي هذه الاشتباكات، فيما تتعرقل جهود إخلاء المدن من المسلحين وفرض سيطرة الدولة، حيث تندلع اشتباكات كان آخرها ما جرى أمس قرب مطار طرابلس بين عناصر من الجيش الوطني الليبي وآخرين من ثوار مدينة الزنتان المرابطين في المدينة منذ دخولها قبل سقوط نظام القذافي. وتولي الحكومة الانتقالية -التي تولت السلطة قبل نحو أسبوعين- أهمية قصوى لتحسين الوضع الأمني، ويشكل تخليص العاصمة من المليشيات التي جاء كثير منها من خارجها تحديا كبيرا يختبر قوة الحكومة الجديدة. وشهدت العاصمة الليبية الأربعاء الماضي مظاهرة حاشدة طالب خلالها سكان المدينة بضرورة القضاء على مظاهر التسلح في المدينة ومغادرة الثوار المنحدرين من مدن أخرى في البلاد.