ذكرت صحيفة ال"ديلي تليجراف البريطانية، أن مئات الثوار الليبيين اشتبكوا عند مستشفى في طرابلس في أكبر مواجهة من نوعها منذ سيطرة الثوار على العاصمة في 23 غشت وسقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، في قتال قالت إنه يغذي مخاوف من غياب أي سلطة على آلاف المسلحين المتمركزين في طرابلس بينما تسعى الحكومة الإنتقالية لتثبيت القانون والنظام. وقالت الصحيفة، إن شخصين قتلا وجرح سبعة آخرون عندما منع حراس من كتيبة طرابلس ثوارًا من الزنتان جاؤوا لقتل أحد الجرحى في المستشفى، وأشارت إلى أن بوابة المستشفى وقاعة الإستقبال امتلأتا بالرصاص واضطر الأطباء والممرضون إلى الفرار، ومات عجوزان بسبب أزمة قلبية أثناء الإشتباك الذي استمر من الواحدة ليلا حتى الفجر واستخدم فيه الطرفان الرشاشات والمدافع المضادة للطائرات. ونقلت عن شهود إن القتال بدأ عندما جاء ثوار كانوا كانوا في حالة غير طبيعية إلى المستشفى للإجهاز على جريح أصابوه في وقت سابق بعدما علموا أنه ما زال حيا وأنه يتلقى العلاج، وطلب منهم الأطباء المغادرة وتوتر الوضع عندما أخرج أحدهم سلاحه وبدأ القتال مع الحراس، وفق ما أوردت وكالة "يونايتد بريس إنترناشيونال". وقال محمد حمزة - وهو مقاتل من كتيبة طرابلس - إن مئات من ثوار الزنتان وصلوا بأسلحتهم إلى المستشفى و"طلبنا الدعم فجاء من مختلف أنحاء طرابلس"، وأضاف "لم نصدق أنهم سيطلقون علينا النار، وقلت لهم إنكم تهاجمون مستشفى، وبعد ساعات جاء شيخ من أحد المساجد وأقنعهم بوقف القتال وتسليم ثلاثة منهم كانوا بداوا القتال للمجلس العسكري لطرابلس". واعتبرت الصحيفة أن هذا الإشتباك يزيد الضغوط على المجلس الإنتقالي الهش لنزع سلاح الثوار الذين ما زالوا ينتشرون بكثافة في طرابلس، وهذا رغم توجيه الأمر لهم بتسليم أسلحتهم ومغادرتها قبل أسبوع. وأوضحت أن ثوار الزنتان أبدوا شراسة في محاربة كتائب القذافي وساعدوا في اقتحام طرابلس لكنهم لم يغادروها واكتسبوا سمعة سيئة. وأشارت إلى أن الإشتباك جاء متزامنا مع إعلان حلف الأطلسي "الناتو" إنهاء مهامه العسكرية في ليبيا منتصف ليل الإثنين، كما أنه اليوم الذي نشرت فيه منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا قالت فيه إن سكان بلدة تاورغاء البالغ عددهم ثلاثين ألفا يتعرضون للقتل والتهجير بسبب اتهامهم بموالاة القذافي. ويتخوف سكان طرابلس من وقوع اشتباكات أخرى، وقال حمزة إنه يتوقع ذلك، وأضاف "أعتقد وقوعها مجددا، سيعودون للإنتقام". ونقلت الصحيفة عن بيتر كول - وهو خبير الشؤون الليبية في المجموعة الدولية للأزمات - قوله "الخلافات بين ثوار مختلف المدن لم تُحل بعد وتشكل خطرا على الأمن في ليبيا، وهذا يعني أن المجلس الإنتقالي يحتاج لعمل مكثف مع المليشيات المختلفة لتوحيدها".