صنف تقرير الأممالمتحدة حول مكافحة المخدرات والجريمة لسنة 2010 المغرب أول مصدر للقنب الهندي في العالم، ويقتسم هذه المرتبة مع أفغانستان. ويأتي تصنيف المغرب في التقرير الذي قدم يوم الأربعاء الماضي، بالرغم من تراجع المساحات المزروعة من القنب الهندي إلى حوالي نصف المساحة عما كانت عليه سنة 2003. وحذر التقرير من استقواء تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي التي تنتشر في منطقة الساحل والصحراء من خلال تجارة المخدرات، وخطر تأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة. وسجل التقرير الأممي أن المكتب المعني بالمخدرات والجريمة لم يجر منذ 2005 أي دراسة استقصائية لانخفاض المساحات المزروعة من القنب الهندي بالمغرب، إلا أن الحكومة المغربية أبلغته أن هذه المساحات تراجعت بنسبة كثيرة في الفترة ما بين 2005 إلى الآن. غير أن تقرير مكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة يشكك في تراجع المساحة المزروعة من القنب الهندي بالمغرب، ولو بالشكل الذي تؤكده الحكومة. ودليله في ذلك أن الكميات التي أعلن عن ضبطها وحجزها، سواء من طرف السلطات المغربية أو من طرف دول المقصد لا تبين اتجاها تناقصيا، بحسب التقرير. واعتبر التقرير تبعا لذلك أن المغرب لا يزال أحد الدول الرئيسية المصدرة للشيرا. وتشير تقديرات أن المساحة المزروعة بالقنب الهندي برسم هذه السنة تقدر بما يناهز 42 ألف هكتار، يحتل فيها إقليمالعرائش الرتبة الأولى ب 25 ألف هكتار يليه إقليمالحسيمة (كتامة) ب 7 آلاف هكتار ثم إقليمتطوان بنحو 5 آلاف هكتار، فيما لا تتعدى المساحة ذاتها بإقليم تاونات 3 آلاف هكتار، فيما عرف إقليمالعرائش عودة مجددة لهذه الزراعة بعدما تم القضاء عليها نهائيا سنة 2006 وقدرت المساحة المزروعة بنحو ألفي هكتار. واعتبر تقرير مكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة أن الاتجار في المخدرات يشكل تحديا أمام الاستقرار السياسي في الكثير من مناطق العالم، من خلال مستويين اثنين، الأول أن تجار المخدرات يستمدون من هذه التجارة غير المشروعة قوتهم لتحدي الدولة من خلال المواجهة معها ونشر الفساد على المستويات العليا، والثاني استغلال الأموال من قبل العصابات المسلحة والخارجين عن القانون، لفرض الضرائب على إنتاج المخدرات، وأحيانا إدارة هذه التجارة. وتحتل منطقة غرب أفريقيا، بما فيها الصحراء، موقعا متقدما في تأثير تجارة المخدرات على الاستقرار السياسي في المنطقة كلها. وأشار التقرير إلى احتمال وجود تنسيق بين تجار المخدرات و»تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» الذي يستقر في الصحراء. وهو ما عبر عنه المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة، حسب ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء ب « قلقه الشديد» إزاء تورط «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في تهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا». ويشير المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة «اليونيسيد» أن منطقة الساحل والصحراء بأفريقيا، التي لا تخضع كثيرا للمراقبة من طرف دول الجوار، والتي يستقر بها «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» أصبحت من الطرق الواضحة لتهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى أوربا. وحذر التقرير من الخطر الذي يشكله تورط الإرهابيين الذين يبسطون سيطرتهم على منطقة الساحل والصحراء، على تجارة المخدرات واستقوائهم بها لتهديد الأمن والاستقرار بالمنطقة.