للمرة السابعة تضمن كرة القدم المغربية المشاركة في الألعاب الأولمبية، ويتمكن المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة من انتزاع تأشيرة المرور والحضور في دورة لندن 2012. وتأتى ذلك بالفوز في الدور النهائي على منتخبات نيجيريا- الجزائر ومصر، والتعثر أمام منتخب السينغال، كما انهزم أمام المنتخب الأولمبي للأولمبياد في المباراة النهائية لبطولة إفريقيا رغم الاعتماد على جيل جديد يربط الماضي بالحاضر: خروبي ياسين- يونس إثري- زكرياء بركديش- زهير فضال- محمد أبرهون- المهدي بلعروسي- خالد كركيش- عبد اللطيف نصير- ادريس فتوحي- عبد العزيز برادة- محمد علي بامعمر- عدنان يغدوين- يونس مختار- سفيان البيضاوي- سعيد إدعزا- ياسين قاسمي وغيرهم من المواهب، وسقط من المجموعة اسم عبد الرزاق حمد الله من غربال المدرب «بيم فيربيك» رغم ما قدمه من خدمات في مرحلة التأهل في اللقاءات الودية والرسمية. ومن خلال قراءة في مسار مشاركة المنتخب المغربي في الألعاب الأولمبية، يتضح أن أول حضور كان في دورة طوكيو سنة 1964 بفضل جيل من المواهب الذين برزوا في فجر الاستقلال، فريق يضم: علال بنقصو- عبد الله- مولاي ادريس- الهجامي- المختطف- العربي- السادني محمد- باموس- علي (عليوات)، وذلك تحت إشراف المدرب أحمد ماصون. وتمكن المنتخب الأولمبي آنذاك من التأهل للألعاب عقب الفوز على منتخب إتيوبيا ذهابا وإيابا بنفس الحصة (1-0). وفي العاصمة اليابانية، حيث المنافسات في الألعاب الأولمبية مني المنتخب الوطني بهزيمتين قاسيتين، واحدة وهي الأولى في لقاء منتخب المجر (6-0)، والغريب أن الأهداف الستة سجلها لاعب واحد هو قلب الهجوم «ألبير». والثانية في لقاء منتخب يوغوسلافيا (3-1)، وأقصي مبكرا، ولم يكن اللاعبون آنذاك بتجربة كافية في المنافسات الدولية، يعضهم ارتكبوا أخطاء في احدى أسواق مدينة طوكيو فرضت تدخل مسؤولي الوفد المغربي وخاصة الراحل أحمد النتيفي لحل المشكل. وخلال الدورات الستة من طوكيو 1964 الى أثينا 2004، أجرى المنتخب الوطني الأولمبي سبعة عشر مباراة فاز في ثلاثة فقط وتعادل في أربعة وانهزم في عشرة. وسجل 15 هدفا، في حين استقبلت مرماه أربعة وثلاثين هدفا، ولم تتعد مشاركته في كل دورة في ثلاث مباريات باستثناء أول مشاركة (مباراتان فقط). وعودنا المنتخب الوطني الأولمبي على إبراز أسماء ومواهب تطرق باب منتخب الكبار، وجلهم يتألقون. والذين شاركوا في دورة ميونيخ الألمانية في سنة 1972 منهم من سجلوا الحضور في مونديال المكسيك سنة 1970، ومنهم من حققوا الفوز بلقب كأس افريقيا للأمم في سنة 1976. وتركيبة منتخب الأولمبياد لسنة 1972 في ميونيخ ضمت: الهزاز- بوجمعة- العربي- نجاح- عبد الله- خليفة- التازي- الزهراوي- فرس- مصطفى- محمد- الغزواني- الفيلالي. واستعراض هذه التشكيلة يترجم ما أنجبته كرة القدم الوطنية في ذاك الزمن. ومن بين الانتصارات التي حققها المنتخب الوطني الأولمبي في الدورات التي حضرها وبصمها بحصص كبيرة فوزه في دورة ميونيخ 1972 على منتخب ماليزيا (6-0). وتبقى المشاركة في دورة سيدني في سنة 2000 من بين الأسوأ، حيث تعرض فيها منتخبنا لثلاثة هزائم، كانت الأولى في لقاء منتخب الشيلي (4-1)، وأمام كوريا الجنوبية (1-0)، وفي لقاء منتخب اسبانيا (2-0)، وخرج بحصاد هزيل يتمثل في ثلاثة هزائم، ولم يسجل غير هدف واحد، في حين استقبلت مرماه سبعة أهداف. ولم تقو كرة القدم الوطنية على انتزاع ميدالية في الألعاب الأولمبية على غرار ألعاب القوى والملاكمة. والأمل على الجيل الحالي الملتئم في زمن الاحتراف والتطوير، فهل يحقق جيل فتوحي- برادة- تيغدوين- قاسمي- نوصير، ما عجزت عنه أجيال الماضي. الإمكانيات البشرية والمادية متوفرة، والظروف ملائمة والطموح حاضر وقائم بأدواته، والمسؤولية على جماعة بيم فيربيك، ومردود الفريق الوطني في المسار يؤكد أن المهمة في لندن 2012 صعبة لكنها ليست مستحيلة.