لم يكشف المنتخب الوطني الأولمبي عل ملامح فريق واعد يتكامل، يتطور، ويتحسن منتوجه من مناسبة لأخرى، وخلال المباريات الإحدى عشر التي أجراها في مسار التحضير لازال المنتخب متواضعا تخضع مكوناته البشرية للتجريب ويتعثر نتيجة أخطاء واهية. وبعد الانهزام أمام منتخب كوت ديفوار في لقاء ودي بالدار البيضاء اعتمادا على تشكيلة تضم لاعبين محليين ومحترفين، ظهر في منافسات كأس اتحاد شمال افريقيا ومن جديد يؤكد أنه بعيد عن مستوى منافسيه، انهزم في محك حقيقي في لقاء امام منتخب الجزائر وفاز على منتخبين دون مستوى وحجم المنافسة، منتخب الكاميرون الذي تمت دعوته لتعويض منتخبي مالي والنيجر، وحل بمجموعة متواضعة لا تحمل من سمعة كرة القدم الكاميرونية إلا الإسم. وكان طبيعيا أن تخلف الهزيمة أمام منتخب الجزائر وقعا عميقا في نفوس المتتبعين والمهتمين والجمهور الرياضي المغربي عامة، هذه الهزيمة حركت الجدل والنقاش حول الفريق الأولمبي المغربي الذي لم تلتئم أطرافه بعد، وهو على بعد ثلاثة أشهر على موعد من المنافسات الإقصائية، والبداية في لقاء منتخب الموزمبيق في شهر مارس. في هذه المرة ظهر المنتخب المغربي الأولمبي بعناصر جديدة: نبيل الشرادي، زكرياء حدراف، عبد الرزاق حمد الله، محمد بامعمر، وتخلى عن لاعبين آخرين من بين بلال بيات، هشام العروي، وعيون الطاقم التقني على عناصر أخرى في الأندية المحلية وفي الاحتراف. فإلى متى يستمر التجريب وموعد المنافسات الرسمية يقترب؟ إن كرة القدم الوطنية في حاجة الى إشعاع دولي وحضور مميز في الألعاب الأولمبية، هذه الألعاب التي لم يتألق فيها سوى الملاكمون والعداءون، والغريب أن كرتنا سجلت إخفاقات في المسار الأولمبي، هزائم في المنافسات الاقصائية، ولن ننسى هزيمتها في لقاء منتخب الجزائر سنة 1979 (5-1)؟ ولم تشارك كرة القدم المغربية في الألعاب الأولمبية سوى في ست دورات طوكيو 1964 -ميونيخ 1972- لوس أنجلوس 1984- برشلونة 1992- سيدني 2000- أتينا 2004. وخلال هذه المحطات أجرى المنتخب الوطني الأولمبي سبعة عشر مباراة انهزم في عشرة وتعادل في أربعة ولم يفز سوى في ثلاثة. وسجل خمسة عشر هدفا في حين استقبلت شباكه أربعة وثلاثين هدفا. وفي كل مشاركة كان منتخبنا الأولمبي يقص في الدور الأول ولا يعمر طويلا. والأسباب واضحة تتمثل في إهمال فئة الأمل في منظومة كرة القدم الوطنية، في الفرق وفي الجامعة، ولم ندرك أن المنافسة الأولمبية تكشف مواهب في الحاضر والمستقبل، ومثالا لذلك الدورة الأخيرة التي حضرها منتخبنا وكانت في أثينا سنة 2004، وفاز على منتخب العراق في المباراة الثالثة (2-1)، وسجل هدفيه اللاعبان بوعبيد بودن وفريد الطلحاوي، وانهزم أمام منتخب البرتغال في اللقاء الثاني (2-1)، وسجل أحد هدفي الفريق البرتغالي اللاعب «كريستيانو رونالدو» الذي تحول الى نجم كبير ومن أغلى وأشهر لاعبي كرة القدم في العالم؟ نعم، كريستيانو رونالدو ظهر ضمن منتخب البرتغال في الألعاب الأولمبية بأثينا 2004، وهو يتأهل ويتهيأ ويصقل موهبته ويطور أدواته التقنية، التاكتيكية والبدنية، فأين رونالدو اليوم؟ وأين لاعبينا؟ انطلقت منافسات الدوري الوطني الخاص بفئة «الأمل» ببرمجة مميزة ينبغي أن تتمكن من إلحاق مباريات هذه الفئة بلقاءات فئة الكبار لتجرى في نفس الملاعب، والأمل في تخصيص اهتمام أكبر لفرق الأمل في الأندية بالقسمين في مجموعة النخبة بهدف اكتشاف مواهب وطاقات وتحضير منتخب وطني قادر على ضمان مقعد في الألعاب الأولمبية وتسجيل حضور محترم؟ الجامعة وفرت التأطير للمنتخب الأولمبي وأعدت برنامجا لتهييئه في انتظار أن تلتحق بها الأندية ويكون العمل متكاملا وشاملا، هذا العمل الذي ينبغي أن لا يهمل أي فئة عمرية في مدار الكرة؟ نتمنى ذلك، ولم تبق على أولمبياد لندن 2011 إلا سنتين، فهل لنا مكان في هذا العرس الأولمبي؟