تحت شذى»معزوفات» ناي الفنان الموسيقي المميز مصطفى الريحاني، وترانيم قيثارة الموسيقي المبدع محمد التاقي، وبحضور مجموعة من الفعاليات الفنية والأكاديمية والإعلامية افتتح مؤخرا معرض الفنان الفوطوغرافي مولاي يوسف الحادمي، متضمنا قرابة 32 لوحة فوطوغرافية من جديد إبداعاته التصويرية الأخيرة تحت عنوان «الشكل: بعد آخر» بصالة المعارض «بمعهد سيرفانتيس» في مراكش، والذي سيستمر إلى غاية 30 دجنبر، وهو المعرض الذي يأتي تكليلا لمعرضه الأخير بصالة «فن ونور» بنفس المدينة، ليبرز تعددية الواجهات الإبداعية في تجربة الحادمي الفوطوغرافية، كاشتغال جديد على المنحى الشكلي للصورة، القابل للقراءات المتعددة مستحضرا ديناميكية الأشكال، وقدرتها على التخلي عن نمطيتها البصرية المعهودة، فاسحة المجال لانبثاق حقل رؤية متناغم يجدد التعامل البصري مع الشكل، وركوب تأويلات رؤيوية مخالفة. ويبدو منذ الوهلة الأولى للمتلقي في هذا المعرض، أن الحادمي لا يطارد أشكال المكان والوجوه فقط من خلال تموقعها في خانات المكان والزمان، وإنما يسعى إلى قنص وضبط وربط علاقة هذه الأشكال الموضوعة في لوحاته، بالعوالم الوجدانية والعاطفية المتلاطمة التي قد تخلفها اللوحات لدى المتلقي، مع إبراز عمق واشتعال الزوايا بوهج السديم اللامتناهي والدفع من أجل إبراز التقاطعات التي تتولد لدى المتلقي للوحاته، حيث تضارع ألوان الحادمي كل أنساق الطيف وبؤر الضوء مما يكسب أعماله الفوتوغرافية نوعا من التمازج اللوني المتداخل، تكمن فيه آيات الطلاء الطبيعي، وسمات وقيم التفرد الفوطوغرافي التي تنطلق من العتمة والعماء الهيولي إلى الأنوار والوجود، ممتطية للحقائق البصرية والتفاعلات الشكلانية، في طموح ملامسة اللانهائي في المكان والزمان. من جهة أخرى، يعتبر معرض يوسف الحادمي «بمعهد سيرفانتيس» بادرة إبداعية متجددة تناقش أولويات «الشكلانية» الفوطوغرافية في بعدها المغربي الدلالي المنبثق من الواقع المعيش، ومن سديم الحياة اليومية، حيث يمنح للهندسة شكلا آخرا يعتمد على اختلاف التعامل مع الزوايا، وعلى الاحترافية في استحضار الظلال واستثمار الضوء، وكشف أسراره الطيفية، في شلال من ألون أساسية تتبعها ألوان أخرى متدرجة، وصادمة تتفاعل بينها لتعطي للشكل بالفعل بعدا آخر، كما عاشه الفنان في رحلاته مابين أوروبا والمغرب، مكتشفا لواجهات بصرية جديدة في فضاءات كمراكش وأزمور والصويرة ومرسيليا وباريس والبندقية «فينيزيا» وإسبانيا..