يعرض الفنان الفوطوغرافي مولاي يوسف الحادمي، ما يربو عن 32 لوحة فوطوغرافية، من باكورة أعماله الفوطوغرافية الأخيرة تحت عنوان "الشكل : بعد آخر" بصالة المعارض "بمعهد سيرفانتيس" في شارع محمد الخامس بمراكش، من 14 نونبر إلى 30 دجنبر 2011 ، وهو المعرض الذي يأتي تكليلا لمعرضه الأخير بصالة "فن ونور" بمراكش الذي وجد إقبالا مميزا من طرف النقاد والإعلاميين ، وعشاق الصورة، ومتأملي الفوتوغرافيا.معرض يحتضنه المعهد الثقافي الإسباني "سيرفانتيس" ليبرز تعميق تجربة فوطوغرافية جديدة في المسار الإبداعي للحادمي ، ويقدم العدسة ضمن سؤال متحرك يُرغم الأشكال على التخلي عن نمطيتها، فاسحة المجال لانبثاق حقل رؤية متناغم يجدد رؤية الشكل و يمنحه قراءة أخرى. مؤسسا على كون الشكل الفوتوغرافي دهشة أولى الحواس ، وتعامل عفوي مع الموضوع .من جهة أخرى ستشدو فعاليات إفتتاح المعرض مساء 14 نونبر 2011، تحت وصلات موسيقية تتمثل في "معزوفات" ناي الفنان الموسيقي المميز مصطفى الريحاني، وترانيم قيثارة الموسيقي الرائع محمد التاقي. في لوحاته يحرر الحادمي العين ، ويمنح للهندسة كيمياء أخرى تجري خِفية بين الظلال و الضوء ، يلاحقها بين أوروبا و المغرب عبر مدن تاريخية كمراكش و الصويرة و مرسيليا وباريس و البندقية "فينيزيا" و إسبانيا .. يدخر في صوره تلك الأشكال العابرة التي تمر خِلسة خلف انكسارات الأمواج الصغيرة في بحيرة أو نهر أو حتى بحر هادئ ، أو يحاور اختفاءها المفاجئ في واجهة صرح معماري كبير أو ممر ضيق أو على بوابة مهملة أو نافذة مطلة من الأفق .. في هذا المعرض لا يطارد الحادمي هذا الفنان المراكشي ما يظهر من الأشكال فقط و لكن ما يختفي منها .. همّه الأساسي في ذلك تصيُّد لحظة الزمن عندما تتوازى بحركية الموضوع وشعلة الزوايا والتقاطعات .. حيث تضارع ألوان الحادمي كل أنساق الطيف وبؤر الضوء مما يكسب أعماله الفوتوغرافية نوعا التمازج اللوني المتداخل تكمن فيه آيات الطلاء الطبيعي، وخصوصية الزوايا والقيم التي تبدو منطلقة من العتمة والعماء الهيولي إلى الأنوار والوجود والحقائق البصرية ومن التفاعلات الشكلانية إلى ملامسة اللانهائي في المكان والزمان. ألون تتبعها ألوان متدرجة، وأخرى صادمة تتفاعل بينها لتعطي للشكل بعدا آخرا.