تأكد مرة أخرى أن الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، غير قادر على استعادة المستوى الذي فاجأ به العالم خلال مونديال قطر 2022، هذه حقيقة دامغة غير قابلة للنقاش، ظهرت مؤشراتها مباشرة بعد العودة من الديار القطرية، ولا تزال تستمر حتى الآن… ففي كل المقابلات التي خاضها المنتخب، سجل هناك عجز واضح، امتد إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية بكوت ديفوار، ويتواصل بنفس الصورة الصادمة، بالرغم من إحداث تغييرات مهمة على مستوى التشكيلة الأساسية… خلال معسكر أكادير، خاض المنتخب مقابلتين إعداديتين، ضد كل من أنغولا وموريتانيا، فاز في الأولى بهدف لصفر، سجله أحد مدافعي الزوار ضد مرماه، وفي الثانية تعادل سلبا، بصيغة الأصفار في كل شيء… هذه المحصلة النهائية، تحولت بالفعل إلى "حصلة" حقيقية، تقتضي إحداث تغيير عاجل، لكن على أي مستوى؟ فعندما يتم الاجتهاد في جلب لاعبين جاهزين، يقدمون مستويات لافتة مع أنديتهم، الطبيعي والعادي هو أن ينعكس ذلك بالإيجاب على مستوى أداء الفريق الوطني، وهذه مسألة أساسية في أي تحليل موضوعي، إلا أن العكس هو الحاصل عندنا… كوكبة من اللاعبين المتميزين، بإمكانهم تقديم الأفضل، أمام أي تشكيلة كيفما كان وزنها أو قيمتها، لاعبون يسجلون بأنديتهم، ويصومون عن التهديف مع المنتخب، إنه بالفعل إشكال حقيقي، في حاجة إلى إعادة طرح سؤال يتردد حاليا بقوة، من طرف جل الأوساط الرياضية على الصعيد الوطني: هل وليد الركراكي، قادر على منحنا نسخة متفوقة من منتخب يعج بالنجوم؟… الملاحظ أن كل الإجابات لا تختلف عن الجوهر، هناك شبه إجماع أن المشكل يكمن بالدرجة الأولى في سوء التوظيف، وغياب نهج تكتيكي فعال، وافتقاد القدرة على الإتيان بخطط مغايرة، مع إدخال تغييرات حاسمة، كلما ظهرت الحاجة إلى ذلك… لم يكن مفاجئا أن كل المنتخبات التي واجهت وستواجه "أسود الأطلس"، بعد المونديال ستغلق الممرات، وستطبق منظومة دفاعية صارمة، وهذا من حقها، مادامت تواجه رابع العالم، لتبقى الكرة بمرمى مدربنا الوطني، المطالب بإحداث تغيير أو تغييرات تفك اللغز، خاصة وان الأدوات جاهزة وهى رهن إشارته، إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه، وإطلاق مثل هذا الحكم الذي يبدو قاسيا بالنسبة للبعض، يستمد مشروعيته، من تعدد أمثلة وحالات الإخفاق، ولعل آخرها ما وقفنا عليه بملعب "أدرار"… خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو القادم، سيخوض المنتخب المغربي مباريات رسمية تدخل في إطار تصفيات كأس العالم 2026، فهل سيبقى الحال على ما هو عليه؟… سؤال يبقى جوابه عند الرئيس فوزي لقجع، وإلى حين توفر القدرة على الإجابة، نقول للمتتبعين الأوفياء: "عواشر مبروكة…"