أكد مشاركون في ندوة وطنية نظمت مؤخرا ببويزكارن، على ضرورة الاهتمام بالشعر والنظم الارتجالي الأمازيغي باعتبارهما مكونا من مكونات التراث الشفوي الذي يزخر به ريبيرتوار الثقافة الأمازيغية. ودعوا خلال هذه الندوة، التي نظمتها جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة حول موضوع «نحو استراتيجية وطنية لتوثيق التراث اللامادي.. الشعر والنظم الارتجالي في الثقافة الشفوية الأمازيغية نموذجا»، إلى التفكير في صيانة هذا الشكل التعبيري من خلال التعريف به أكاديميا ودراسته وكذا تدوينه مثل باقي مكونات الثقافة الأمازيغية. واعتبروا أن أية مقاربة أو عملية تدوين أو توثيق للشعر الأمازيغي التقليدي تكون ناقصة ما لم تستحضر مجموعة من الخصائص التي تميز هذا النوع من التراث الشفوي ولاسيما منها الشفاهية والجماعية والارتباط بالغناء والإنشاد والقيم الدينية، بالإضافة إلى خصائصه المتمثلة في التلقائية والعفوية والحوارية. وأشاروا إلى مجموعة من الكفايات والمهارات التي يجب توفرها لدى الشاعر لاكتساب أدبيات هذا النوع من الشعر، ولاسيما منها الإلمام بالمعجم الأمازيغي وبعادات وتقاليد المناطق التي يتردد عليها، بالإضافة إلى المهارة الصوتية والقدرة الفائقة على التمييز بين نغمات الفنون الشعرية والصياغة العروضية. كما أبرزوا خلال هذه الندوة التي نشطها أساتذة باحثون في الثقافة الأمازيغية، دور الحكاية الأمازيغية كوسيلة تربوية ناجحة وفعالة يتم توظيفها في تنمية المهارات المعرفية والتثقيفية لدى الطفل، وتعزيز رصيده اللغوي وقدراته في الاستماع والكلام وكذا الإبداع والخيال. وقد تميزت هذه الندوة، المنظمة بدعم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بكلميم، وبتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، بإلقاء مجموعة من المداخلات تناولت بالخصوص القراءة الأدبية والتاريخية لهذا التراث، ومجموعة من النماذج القصصية والحكايات الأمازيغية التي تجسد هذا المكون الثقافي المتميز.