يتواصل الصراع الثاني بين فريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، حول لقب البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم هذا الموسم… فعلى بعد سبع دورات من انتهاء الدوري، يشتد هذا التنافس الملحوظ، بينما تبتعد فرق المطاردة تدريجيا، عن حلم التتويج، فأقرب منافس لهما، هو الفتح الرباطي بفارق 13 نقطة عن الرجاء و17 نقطة عن الجيش، لتبدو المهمة صعبة في إمكانية المنافسة على كسب اللقب… وحين نتحدث عن التنافس حول لقب الموسم، يطرح التساؤل حول حظوظ نهضة بركان، صاحب مجموع النقط، يصل إلى 33 نقطة، لكن مع مقابلتين ناقصتين، وإمكانية تنافس الفريق البركاني، لازالت قائمة، في حالة واحدة فقط، تحقيق الفوز، وانتظار تعثر أصحاب المقدمة… لكن التنافس في هذه الحالة، يمكن أن ينحصر حول الصف الثاني أو الثالث، مادام "العساكر" يواصلون عملية الهروب الكبير، مع إظهار إصرار قوي على الحفاظ على اللقب، نفس الإصرار يظهره الرجاء، وما انتصاره الأخير بالرباط على الفتح المطارد المباشر، إلا دليل على أن المهمة ستكون جد صعبة أمام الفريق البركاني، وخاصة وأنه الوحيد الذي ما يزال يمثل كرة القدم الوطنية على المستوى القاري… أما فريق الوداد البيضاوي، فيواصل السقوط المدوي، وكان انهزامه أول أمس الثلاثاء، في المقابلة التي استقبل فيها اتحاد طنجة بالمحمدية، مؤشرا إضافيا على أن الأمور ليست على ما يرام، وتتطلب إعادة ترتيب البيت الداخلي، على النحو الذي يعيد له المناعة المفقودة… وسط هذه الكوكبة، يبرز اسم أولمبيك أسفى، برصيد 34 نقطة، في المرتبة الرابعة، فبقليل من الإمكانيات، استطاع ضمان مقعد آمن، مع إمكانية التنافس على رتبة تؤهل لتمثيل خارجي…. وبالرغم من غياب موارد مالية كافية، والهزة العنيفة التي تعرض لها بعد اعتقال رئيسه بسبب ملف تذاكر مونديال قطر، إلا أن الفريق المسفيوي، استطاع ضمان مسار متوازن، يقوده المدرب الطموح عبوب زكرياء… وبدون الحديث عن صراع القاع، حيث يقبض فريق يوسفية برشيد على المصباح الأحمر، ويبتعد عنه مولودية وجدة بسبع نقط، مع مقابلة ناقصة واحدة لكل منهما، فإن هناك أندية تبدو مرتاحة نسبيا بوسط الترتيب… فانطلاقا من الرتبة السابعة، وإلى حدود المركز العاشر بسلم الترتيب، هناك فرق تنتظر الوصول إلى المعدل الآمن، والذي يتحدد في 33 أو 34 نقطة، وهو عدد النقط الذي يؤمن البقاء… وبالرغم من المشاكل الطاحنة التي تعيشها بطولة هذا الموسم الذي يعد استثنائيا، بسبب تركم مجموعة من الإكراهات دفعة واحدة، فإن البطولة تحافظ نسبيا على نوع من الإثارة، والندية المطلوبة ولو في حدودها الدنيا…