يمر فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، بمرحلة فراغ صعبة، فجرت غضبا عارما وسط جل مكوناته… لا أحد راض على تراجع النتائج؛ لا محليا ولا قاريا، وهو الفريق الذي عود جمهوره، التألق وحصد النتائج الايجابية، واعتلاء منصات التتويج القاري، وقبله الوطني… هزائم وتعادلات وانتصارات غير مقنعة بالدوري المحلي، وإقصاء مر من دور المجموعات بعصبة الأبطال، وهي نتيجة صدمت حتى منافسيه، كما عبر عن ذلك بكثير من الحسرة مدرب نادي ماميلودي صانداوز الجنوب إفريقي. رولاني موكوينا قال لراديو (سبور أفريك) "أحس بمرارة كبيرة لعدم تأهل الوداد، أحس أنني فقدت خصما جديرا بالاحترام، كان الناس يلومون موسيماني على تعلقه بالوداد وجمهوره، لدرجة أصبح اللعب في الدارالبيضاء، شيئا محببا له، حتى وقعت في نفس الحب، الوداد ناد كبير في إفريقيا، كل مقابلة معه هي نهائي. هزمونا وهزمناهم، ولكن الاحترام بعد اللقاء وقبله كان دائما هو السائد، ولا واحد من الجمهور تعرض لنا بالأذى أو السب، بل العكس، بطولة هذه السنة فقدت الكثير بخروج الوداد، أتمنى لهم العودة بسرعة لمستواهم، وأن يخرجوا من مشاكلهم، لنتقاتل على اللقب من جديد…". تصريح قوي يحمل الكثير من الدلالات والمعاني، أولها أننا أمام روح رياضية عالية، وهذا ليس مفاجئا، فكل الأفراد والفرق، والمنتجات الجنوب إفريقية، تظهر عادة تعاملا حضاريا، ورقيا في التعامل، وهي الخصلة، التي نتمنى أن تمتد لحكام الدولة الذين يظهرون للأسف، كلما سنحت الفرصة بذلك، عداء تاريخيا للمغرب وقضاياه الأساسية… ثاني الدلالات التي افرزها تصريح ماكوينا، القيمة التي يتمتع بها الوداد على الصعيد الإفريقي، قيمة كرسها خلال العقد الأخير، ويعترف بها، الخصوم قبل الأصدقاء… ويمكن القول إن ما يمر منه حاليا الوداد، هو أمر كان متوقعا، بالنظر للطريقة التي كان يسير بها النادي، وجاءت سلسلة النتائج الإيجابية سابقا، لتحول الأنظار عن الواقع الداخلي، وتغمض العيون عن واقع غير صحي تماما… فالرئيس سعيد الناصري المتابع قضائيا في حالة اعتقال، اختزل النادي في شخصه، وسيره بالطريقة التي رآها هو مناسبة، خاصة وأن النتائج الايجابية جاءت لتؤكد "صحة" وجهة نظره… فأمام نشوة الألقاب، تناست العائلة الودادية أن هناك أشياء من المفروض، أن تواكب الحضور الإيجابي وطنيا وقاريا، ألا وهي الهيكلة وضمان تدبير متوازن، وتقوية النادي من الداخل، واحترام التخصصات. إلا أن الناصري كان بعيدا كل البعد عن هذا التفكير المقاولاتي، بل استغل قوة شخصيته، ليبعد كل من لا يراه مناسبا للطريقة التي يدبر بها هذا النادي المرجعي، صاحب القاعدة الجماهيرية العريضة… وعليه، فإن الأزمة التي يمر منها الوداد حاليا يتحمل مسؤوليتها الجميع، حيث مباركة "التصور الناصري"، دون أن يتم الانتباه إلى أن هذا التصور، هو مرحلي، ولا يحمل أية ضمانة للمستقبل…