توج فريق ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي بلقب النسخة الأولى من الدوري الافريقي لكرة القدم، عقب فوزه على ضيفه الوداد البيضاوي، بهدفين دون رد، في المباراة التي جمعتهما، أول أمس الأحد، على أرضية ملعب "لوفتوس فيرسفيلد" ببريتوريا، برسم إياب نهائي المسابقة. وسجل هدفي ماميلودي صن داونز بيتر شالوليلي (د 45+3)، وأوبري مافوسا موديبا (د 53). وكان الوداد قد فاز على ضيفه ماميلودي صن داونز بهدفين لواحد، في المباراة التي جمعتهما، الأحد الماضي بالدارالبيضاء، ضمن ذهاب نهائي البطولة. ودخل الفريق الأحمر المباراة بنفس التشكيلة التي خاض بها لقاء الذهاب بالدارالبيضاء، باستثناء تعويض العميد يحيى جبران الموقوف بسبب تراكم البطاقات الصفراء، باللاعب أنس سرغات في وسط الميدان. وشهدت مجريات الشوط الأول سيطرة لفريق ماميلودي صن داونز، الذي خلق العديد من الفرص لافتتاح التسجيل لكن مجملها اصطدمت بدفاع ودادي قوي ومنظم حال دون وصول الكرة إلى مرماه، مما اضطر معه الفريق الجنوب إفريقي إلى الاكتفاء بتدوير الكرة في نصف ملعبه في أغلب أطوار الجولة الأولى. وفي وقت كانت فيه الجولة الأولى تسير إلى نهايتها، سجل ماميلودي صن داونز هدفه الأول (د 45+3) مستغلا سوء تركيز العناصر الودادية، بعد تسديدة قوية تصدى لها الحارس يوسف مطيع في المرة الأولى ،لكن اللاعب بيتر شالوليلي تابع الكرة وأسكنها في الشباك. ومع بداية الشوط الثاني، أجرى عادل رمزي تغييرين حيث أشرك صامبو جينيور مكان الشرقي البحري، وسيف الدين بوهرة بدلا من منتصر لحتيمي. وحملت الدقيقة 53 من المباراة، الهدف الثاني للفريق الجنوب إفريقي بعد خطأ في التمرير، في منتصف ملعب الوداد استغله اللاعب اوبري مافوسا موديبا الذي انسل داخل مربع العمليات ووقع الهدف الثاني لفريقه. وفي الدقيقة 58 أتيحت للفريق الأحمر محاولة للتسجيل عبر رأسية لأيوب العملود كادت أن تغالط حارس المرمى، ليستمر الفريق الأحمر في محاولاته من أجل فك شفرة الدفاع الجنوب إفريقي المتكتل لكن دون جدوى. وفي محاولة لضخ دماء جديدة على مجموعته، بادر مدرب الوداد البيضاوي إلى إجراء تغييرات أخرى، حيث أشرك سفيان أحناش مكان عبد الله حيمود وحمدو الهوني مكان هشام أبو سفيان، ومحمد أوناجم مكان أنس سرغات. وعرف ماميلودي صن داونز كيف يدبر الأنفاس الأخيرة من المباراة، من خلال إحكام غلق المنافذ والاعتماد على الهجمات المرتدة مستغلا اندفاع لاعبي الوداد في محاولة للبحث عن الهدف، لتنتهي المقابلة بفوز الفريق الجنوب الإفريقي على الوداد (2-0) وتتويجه بلقب النسخة الأولى من هذه المسابقة القارية . يشار إلى أنه تم اختيار الجنوب إفريقي رونوين ويليامز أفضل حارس مرمى في البطولة، فيما فاز زميله تابيلو ماسيكو بلقبي أحسن لاعب وأفضل هداف. يذكر أن هذه المسابقة عرفت مشاركة ثمانية من أشهر وأهم الأندية في القارة الإفريقية إلى جانب الوداد البيضاوي وماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، نادي الأهلي المصري والترجي التونسي وإنييمبا النيجيري وبيترو أتلتيكو الأنغولي وسيمبا التنزاني، ومازيمبي من الكونغو الديمقراطية. رمزي: غياب جبران مؤثر.. قال عادل رمزي، مدرب فريق الوداد البيضاوي، أن لاعبي فريقه افتقدوا إلى الطراوة البدنية والتركيز الذهني، خلال المباراة التي جمعتهم بفريق ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، برسم إياب نهائي الدوري الإفريقي لكرة القدم. وأضاف رمزي خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة التي انهزم خلالها الوداد الرياضي بهدفين دون رد، "كنا واثقين من الفوز باللقب، لكننا لم نتمكن من تقديم أداء جيد خلال هذه المواجهة.. كرة القدم الإفريقية تعرف تطورا هائلا، وعلى الجميع أن يجتهد لكي يستمر هذا النجاح القاري والرفع من التحدي". وأوضح قائلا، "الجميع يعلم تأثير جبران داخل المجموعة، إنه لاعب مهم ومميز، إنه شخص يتميز بشخصية قوية وفي مثل هذه المباريات نحتاج لقائد يتحدث ويدفع بالمجموعة إلى الأمام، لقد حاولنا إقحام لاعبين آخرين مكانه، لكن ظهر في مباراة اليوم أننا نفتقد له للغاية". وقال ربان الوداد، "المشكلة لم تكن من الحكم، المشكل الأكبر كان منا نحن كفريق، كنا غائبين وأقل حيوية من الطرف الآخر، وأعتقد بأننا لم نكن الأفضل على المستوى الذهني، وركلة الجزاء التي لم تُحتسب لصالحنا لم تكن السبب وراء هزيمتنا، أكثر مما كان العامل الذهني والبدني هما السبب الحقيقي". وأكمل نفس المتحدث، "لقد اكتسب سان داونز الخبرة أكثر من العام الماضي، وأود أن أهنئهم على هذا اللقب، لقد كانوا يستحقون الفوز، ونأمل أن نقدم جميعا مستويات كبيرة تليق بالكرة الأفريقية عموما، وبدوري سأقوم بتحليل أداء فريقي". وبعد أن هنأ فريق صن داونز الجنوب إفريقي بتتويجه باللقب، أعرب رمزي عن اعتزازه بلاعبيه الذين لم يدخروا جهدا، لتمثيل كرة القدم المغربية أحسن تمثيل بإرادة وروح الفريق المتميزة. موكوينا: قدمنا تضحيات للتتويج باللقب.. ومن جانبه، أكد رولاني موكوينا، مدرب ماميلودي سان داونز، بأن الوداد فريق كبير، ويملك مدربا متواضعا وعاطفيا للغاية، وعلى رمزي أن يفخر بنفسه نظير المستويات الجيدة التي ظهر بها مع الفريق الأحمر طيلة هذه البطولة. وقال موكوينا في الندوة الصحفية عقب نهاية اللقاء، "قال لي جياني إنفانتينو بأن فريقك يلعب كرة قدم رائعة لحظة تتويجنا بالكأس، في الحقيقة جميع اللاعبين قدموا تضحيات كبيرة للفوز". وتابع ذات المتحدث، "لقد سئلت كثيرا إذا ما كنت سأغير أسلوب اللعب في مباراة الإياب، وهذا النادي لديه هوية وكان علينا أن نحاول بكل الوسائل اللعب بطريقة جيدة وهذا ما فعلناه". واعتبر المدرب الجنوب إفريقي، "عندما لعبنا مباراة الذهاب في الدارالبيضاء، أوضحت الإحصائيات بأننا الفريق المسيطر والمهيمن على مجريات اللقاء، من حيث الاستحواذ على الكرة، وخلق العديد من الفرص للتسجيل، وكنا راضين للغاية بالنتيجة التي انتهى بها اللقاء وقتها، وبعض اللاعبين الذين تلقوا العديد من الانتقادات قدموا مستويات عالية عندما سافرنا للمغرب ومنحتهم ثقتي الكاملة". واستطرد قائلا، "الوداد فريق كبير، ويستحق الكثير من الاحترام، وأود أن أهنئهم على وصولهم للنهائي، وكذلك على الطريقة التي يلعبون بها كرة القدم، هم يملكون مدربا متواضعا للغاية وعاطفي أيضا". وأكمل ذات المتحدث، "على مدرب الوداد أن يشعر بالفخر، بالنظر إلى طريقة لعب فريقه، وحتى الطريقة التي حاول أن يلعب بها اليوم، ولن أحكم على أدائهم لأنه يتوجب علي كذلك أن أذهب للمنزل وأعيد مشاهدة المباراة، وهذا الأمر مهم للغاية رغم فوزنا".